المؤتمر الإعلامي .. براعة في تشخيص الألم وتغافل عن مخاطر الإعلان

Abstract

نجحت رابطة العالم الاسلامي بكسب الرهان بشهادة أهل الاعلام في تنظيم المؤتمر الاعلامي عن «اثر الاعلام في تحقيق الوحدة الاسلامية» الذي افتتحه وزير الثقافة والاعلام اياد مدني خاطب فيه الاعلاميين بكلمة دعا فيها الى اهمية الدعوة الى انشاء مؤسسة بحثية اسلامية للشأن الاعلامي كما طالب النظر في ما تمخض عنه مؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقد بمكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين حيث كان هذا محل تداولات القادة وايضا الخطة العشرية والاجتماعات التي سبقت هذه الاجتماعات من مفكري وناشطي هذه الامة مشددا على اهمية تملك ناصية التقنية خاصة في ظل توفرها الآن بما يزيد الحراك الاعلامي وقال مثل هذه اللقاءات فرصة لبلورة الافكار بين الاعلاميين مؤكدا ان للاعلام دورا فاعلا في تحقيق الوحدة ورتق الشق في الثوب الاسلامي معتبرا ان التنوع في العالم الاسلامي يزيد من فرصة العمل الاعلامي نحو تحقيق التقارب. فيما داعب الوزير مدني الاعلاميين اثناء حديثه بأن الوصول لكأس الماء من بين ميكروفونات الفضائيات يبدو أمرا صعبا. جلسات الملتقى التي ناقشت ثلاثة محاور هي: «أثر الاعلام في الترويج لأسس العولمة والدور المنتظر من الاعلام الاسلامي في مواجهتها» و«مهمة الخطاب الاسلامي في مواجهة تداعيات الحادي عشر من سبتمبر» و«مسئولية العلماء في التنبيه الى اخطار الهجمات الاعلامية» تبعها عدة مداخلات جريئة كانت بمثابة روشتة لعلاج اعلامنا. الدكتور محمد بشير حداد استاذ الثقافة بجامعة الملك عبدالعزيز ومقدم برامج بقناة اقرأ طالب بأرشفة جهود الرابطة من خلال تنظيمها للمؤتمرات والملتقيات والحوارات ومن خلال اصدارات وذلك في موقعها الالكتروني على شبكة المعلومات بما يساعد ابناء الامة على الاستفادة من هذه الاطروحات مؤكدا خلال تجربته الشخصية في العمل الاعلامي ان ما يواجه الاعلام الاسلامي من معوقات ندرة وجود المعدين للمادة الاعلامية وقلة النصوص مطالبا بتبني مشروع اعلامي مهم وهو ايجاد قناة «اف ام» كبديل لاذاعات تنشر الغناء الماجن وقال ان مثل هذه القنوات تلقى الاهتمام من الشباب وربما تحدث اثرا كبيرا لا تحدثه القنوات الفضائية حيث ان كثيرا من الشباب يقضون جل اوقاتهم في سياراتهم مؤكدا على ان مثل هذه المشاريع لا تحتاج الا لغرفتين وتصريح وخمسة موظفين. اما الدكتور عمار الطالبي استاذ بجامعة الجزائر قال ان من اهم الركائز التي يجب ان نعتني بها معرفة انفسنا وتعريف انفسنا للاخر وان نعرف الاخر خير معرفة مع اهمية طرق ابواب جديدة كنا قد تجاهلناها هي الحضارات في شرق آسيا. بدوره المح الدكتور جعفر ادريس مدير الجامعة الامريكية المفتوحة سابقا الى ان احداث 11 سبتمبر زادت من جذوة نارها المكان الذي وقعت فيه وهو امريكا والناس المتورطون فيها وهم العرب مما نتج عنه تخطيط اعلامي غربي على محاربة الدراسات الاسلامية والمطالبة بما يسمى الاصلاح الذي هم يريدونه وفرض الديمقراطية الامريكية اللا دينية وفرض القيم الغربية مشيرا خلال تجربته الى ان بعض الامريكيين لا يعرفوننا كعرب بما يجعل من بين اهم الادوار التي نعمل على تحقيقها التعريف بنا في المجتمع الامريكي مقدما مثالا ان 63% من الامريكيين لا يعرفون العراق رغم هذه الاحداث التي يتابع بها العالم ما يحدثه فيه وقال مدير قناة الهدى الفضائية الناطقة بغير العربية ان الفضاء يموج بأكثر من 5000 قناة فضائية تنشر الرذيلة وعلق اننا احسنا في تشخيص المشكلة لكن الاهم ان نضع الآليات لمواجهة هذه الاخطار. وطالب الدكتور صلاح الدين من الهيئة العالمية للاعلام الرابطة ان تفتح قسما للدراسات الاعلامية يضاف الى عمل معهد الأئمة والدعاة لاعداد الدورات المتخصصة في الاعلام اما الدكتور حسن بن علي الاهدل مدير عام الاعلام والثقافة في رابطة العالم الاسلامي فقال ان مشكلة اعلامنا انه يتقبل ما يتلقى من مواد اعلامية منتجة دون ان يفحصها رغم ما تحمله لنا من اساءات. اما الدكتور محمد السماك اعلامي لبناني فقال يجب علينا الا نغفل اثر الاعلان في الاعلام الذي تحتكره شركات غربية تدعو الى التربية الاستهلاكية وتروج لصناعة ثقافة غربية في عقول ابناء الامة كما انها وظفت المرأة في قوالب مبتذلة. من جهته قال الدكتور ماجد انور عشقي: لا يمكن ان نصل الى ما نصبو اليه دون ان يكون هناك تخطيط ودراسات استراتيجية مطالبا بأن يكون هذا الملتقى دوريا كي يسهم في تكوين الافكار الخلاقة لتصحيح مسارات الاعلام. اما امين عام الرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي فعلق اخيرا بقوله الحقيقة «انني لم اكن متشجعا لعقد مثل هذه اللقاءات لكني لمست حماسا واضحا وافكارا جيدة يمكن ان تسهم في تصحيح الواقع الاعلامي لذا ارى ان تدون هذه المقترحات في ورقة توصيات يمكن ان يستفاد منها في جلسات الملتقى الاول للعلماء المسلمين».