إني حيَّرتك فاحتاري ؟!

Abstract

إني حيَّرتك فاحتاري ؟! قُبلت فتاة جامعية مكية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لدراسة الماجستير في استراليا، بحكم تفوقها واستحقاقها للابتعاث فجاءت عملية «المحرم» الذي لا بد من تدبيره حتى تكتمل أوراق الابتعاث، فلم يكن هناك بد من قيام شقيقها الوحيد الشاب القادر على أن يكون محرما لها لأن والدها مسن ولديه أسرة كبيرة تحتاج إلى رعايته، ولأن هذا الشقيق يعمل مضيفا في الخطوط السعودية منذ سبع سنوات فقد تقدم لمرجعه بطلب السماح له بمرافقة أخته في دراستها عارضا على جهة عمله أكثر من حل تضمن له مرافقة المبتعثة دون إضرار به وهذه الحلول هي:أولا: منحه إجازة استثنائية دون راتب مدة بعثة شقيقته التي قد تستغرق نحو ثلاث سنوات، يعود بعدها إلى عمله في الدرجة نفسها التي غادرها دون علاوات مع استعداده لتسديد ما عليه من أقساط تقاعد بشكل منتظم لتظل خدمته متواصلة دون انقطاع، مع العلم أن عددا من زملائه سبق لهم الحصول على إجازة مماثلة لمرافقة زوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم وهو لا يريد غير العدالة والمساواة.ثانيا: أو أن تقوم جهة عمله بابتعاثه لإكمال دراسته في مجال عمله لا سيما أن استراليا بها أكاديميات طيران مميزة، وليعود بعد ذلك إلى العمل وقد تسلح بالعلم وأصبح أكثر نفعا وفهما وهذا هدف وطني ترعاه الدولة ولذلك عمدت إلى فتح أبواب الابتعاث لعشرات الآلاف من الشبان والشابات ولكن جهة عمله لم تقبل بأي من الحلين بل أخبرته أنه ليس أمامه مجال ليكون محرما لأخته الشقيقة سوى أن يقدم استقالته من عمله فوقع هذا الشاب وأخته في دائرة من الحيرة، هل يعتذر عن عدم تلبية طلب المبتعثة في أن يكون محرما لها في بعثتها فيحرمها من الابتعاث بعد أن استكملت أوراقها إلا من ورقة المحرم، أم يضحي بعمله ومصدر رزقه من أجلها ويقدم استقالته ويعطيها الفرصة لإكمال أمنيتها في إكمال دراستها، وعندما يعود يبحث عن عمل جديد لأن الرزق بيد الله وليس بيد الخطوط السعودية! وعندما نظر في عيني شقيقته ورأى فيهما الحيرة والدموع تقدم باستقالته بعد أن قرر مرافقتها في بعثتها مؤملا أن يجد من يساعده خلال البعثة على إكمال دراسته عن طريق وزارة التعليم العالي وملحقيتها في أستراليا، أو يكتفي بأخذ ما يدفع للمحرم من مصاريف بسيطة وعندما يعود يكون لكل حادث حديث، وقد جاءني والد الشاب المضيف «المحرم» والفتاة المبتعثة ليقص علي ما حصل وهو يردد هذه العبارة الموجهة لابنته على لسان الخطوط السعودية «إني حيرتك فاحتاري».وما ذكر في السطور السابقة ليس حالة خاصة ولكنه منهج مؤسسة وطنية مع أبنائها ولعل لها عذرا ونحن نلوم!!للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالاتأو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة