المدينة.. المكانة والإمارة

Abstract

المدينةُ المنورة عاصمةُ الإسلام؛ ومَأرزُ الإيمان، المحفوظة من الدجال، هي البلدة الكريمة التي اصطفاها اللهُ واختارها لتكون مُهاجَـر ومَسْكَن ومرقد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وربُنا يخلقُ ما يشاء ويختار! دعا لها النبي بالبركة، وهي أول البلاد إسلاما، وآخر البلاد خربا، وهي ملاذ الإيمان (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها) فيها من البقع المباركة الشيء العظيم، ففيها مسجدهُ الذي اختيرت بقعته بالوحي! والروضةُ الشريفة: (ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة).. ومنها موضع منبر النبي (منبري على ترعة من ترع الجنة).. ومنها وادي العقيق المبارك (إن الله أمرني أن أصلي في هذا الوادي المبارك) ومنها وادي بطحان (وادي بطحان على ترعة من ترع الجنة) ومنها جبل أحد (هذا جبل يحبنا ونحبه) ومنها أرض العالية وخصوصية تمرها (من تصبّح بسبع تمرات من عجوة العالية وقاه -وفي رواية: شفاه- الله من السم والسحر).. أودعَ الله فيها ولها من الخصائص والأسرار الشيء العظيم! تولى حكمها وإمارتها بدايةً من رسول الله خلفاء وصحابة وأمراء وعلماء وفضلاء منهم: الخلفاء الراشدون والإمام عمر بن عبدالعزيز وغيرهم كثير! ومدينةٌ بهذه القداسة وهذه المكانة تعظم مسؤولية من يشرفه الله ويتولى إمرتها وإمارتها.. وإن من فضل الله أن قدّرَ وهيأ لسمو الأمير فيصل بن سلمان أن يكون أميرًا ومسؤولًا عن مدينة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فنباركُ لسموه هذا الشرف وتلك الثقة من لدن خادم الحرمين وفقه الله.. وإن من تشريف الله وفضلهِ ومَنِّهِ على عبدٍ من عباده عندما يختاره لتولي إمرة هذه المدينة النبوية المُقدسة، فما أعظمه من تشريف وما أعظمه كذلك من تكليف.. نسأل الله لسموه الإعانة والتسديد. إن مدينةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بحاجة مُلحّة لتحريك العديد من الملفات ومنها: 1- تحريك مشروعات الطرق المتعثرة والعالقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، حيث إن المنطقة المركزية تعاني ويعاني زوار المسجد من صعوبة الحركة داخلها، فهي تقوم ومنذ ما لا يقل عن عقد من الزمان على التحويلات والشوارع المؤقتة، وليس بخافٍ على أحد مشروع النفق الذي أمام باب السلام والذي لم ينته العملُ فيه منذ أكثر من سبع سنوات. 2- أعجبني اقتراح أخي د. عبدالوهاب الطريري في مقاله الجميل (المدينة عاصمة الثقافة بين المهرجان والعمران)، وفيه: (من الأمثلةِ البيئية الطبيعة الطبوغرافية.. وادي العقيق المبارك بالمدينة النبوية.. ووادي حنيفة في الرياض.. الأخير تمت تنميته بصورة حققت الحماية البيئية.. ودفع الضرر البيئي والصحي، وتحقيق الإحسان للأرض والإنسان والطير، في حين أن الوادي المبارك في المدينة المباركة.. لا يزال في وضع لا يليق بمقامه وشرفه! رغم وجود جهود لإضافة رتوش تجميلية لا ترتقي لمقامه).. فمتى تقتفي الجهات المعنية في الوادي المبارك أثر ما حدث من تنمية في وادي حنيفة في الرياض، فينافسه في الخير وفي التطوير البيئي العالمي المستدام؟! وهذا مجرد مثال، وهناك أمثلة أخرى لأماكن تاريخية تحتاج لعناية مثل سقيفة بني ساعدة، والتفكير في تحويلها إلى مركز علمي أو حضاري يستفيد منه طلاب العلم والتاريخ والثقافة. 3- الأحياء العشوائية المنتشرة في أماكن ليست بعيدة عن محيط المسجد النبوي الشريف في حاجة إلى جهد كبير من الجهات المعنية. 4- نأمل إعادة النظر في طريقة بناء وإنشاء الفنادق حول المسجد، والتي أصبحت تُحيط به إحاطة السوار بالمعصم! وبصورةٍ يبدو أنها عشوائية، والنظر في أسعارها المبالغ فيها جدًا!! 5- المراكز والمحافظات المحيطة التابعة للمدينة في حاجة لعناية، من جهة تجديد الدماء فيها وتحريك ملفات الاحتياجات والطلبات لهذه المراكز والمحافظات، لا سيما ونحن نعيش عهدَ ميزانيةٍ تاريخية غير مسبوقة. إن ما تحتاجهُ المدينةُ من عـملٍ لا يُمكن أن يستوعبه مقال ولو طال! ولكن الذي نملكه هو خالص الدعاء لسمو الأمير فيصل بن سلمان أن يوفقه الله لخدمة مدينة خير خلق الله، وإظهارها بالصورة اللائقة بها وبمكانتها. fhdg1423@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (67) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain ? خيارات الحفظ والمشاركة