قرار أمانة المسؤولية (2/2)
التاريخ
2013-06-21التاريخ الهجرى
14340812المؤلف
الخلاصة
المتأمل لتتابع السياسات السعودية، يتأكد تماماً، أن هذا الوطن، يضع نصب عينيه مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، لتكون فوق أي اعتبار ذاتي أو شخصي، وهذا ما وضع المملكة بكل أمانة في ريادة العالم الإسلامي، منهجاً وسلوكاً بالأفعال الحقيقية على الأرض، وليس بمجرد الأقوال. والمتابع لمسيرة التطوير في أقدس بقاع المسلمين على وجه الكرة الأرضية، يدرك تماماً، قيمة الإنجاز التاريخي الذي تحقق، توسعة وتطويراً عملاقاً، شهد به المسلمون في كافة أرجاء المعمورة، وهم الذين لمسوا حجم التغيير الهائل، من أجل تيسير المناسك، وتهيئة أفضل أجواء العبادات أمام ملايين الحجيج والمعتمرين والزوار، الذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد عام.. حتى أصبح المشهد مختلفاً بالمرة خلال المائة عام الأخيرة، والتي هي من حسن حظنا، شهدت ولادة الدولة السعودية الحديثة، الأمينة والمؤتمنة على خدمة المسلمين ومقدساتهم الدينية. ولسنا في حاجة مرّة أخرى، للإسهاب أو تبرير القرار الأخير بخفض الأعداد، ولكننا فقط نجدها فرصة لإيضاح حقيقة ما تقوم به الدولة السعودية بقيادة راعي نهضتها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يقف شخصياً على كل ملامح التطوير والإصلاح، ولا يبخل كعادة كل ملوك الدولة الحديثة، منذ نشأتها، بجهد أو مال أو وقت، بل يوجه دائماً، باعتماد ميزانيات التطوير القياسية للنهوض والتنمية بالبلاد، ويخص كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين والبقاع المقدسة بالنصيب اللائق. حتى أصبحنا نفخر، بأننا ربما نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تجعل من مقدسات أكثر من مليار مسلم، شغلها الشاغل وهمها الأكبر. ونعرف في نفس الوقت، أن جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض، وهم يتوقون للحج أو العمرة أو الزيارة، يعرفون جميعاً الفرق بين ما كان، وبين ما هو كائن، ويطمحون في ذات التوقيت، إلى أن يهيئ لهم الله الفرصة مرة أخرى، ليجدوا الأفضل على هذه الأرض باستمرار، دون مزايدة أو استغلال. لذا، فإننا في مملكة الإسلام والإنسانية، حينما ننصح بخفض الأعداد، ونتخذ قراراً بهذا الشأن لفترة مؤقتة، فليس من باب العجز، أو قلة الامكانيات، أو لأننا نغلق باب الحرمين ـ حاشا لله ـ في وجه أحد، ولكن لأننا ننطلق من حرصنا على مصلحة الأمة الإسلامية، واستشراف مستقبلها بخطوات توسعة وتطوير تلائم الزيادات الحالية والمرتقبة لجموع المسلمين الذين يمنّون النفس بهذا الجو الروحاني الذي لا يتكرر كثيراً في عمر الإنسان. هذا هو هدفنا، وهذه سياساتنا واستراتيجياتنا.. البيت بيت الله، وضعه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ليكون حجر زاوية للمؤمنين والمسلمين، ومن يفتح الله أبوابه، لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يغلقها.