زحام الجوازات

Abstract

قرار حملة تصحيح وضع العمالة في المملكة الذي تبنته وتنفذه وزارة الداخلية أعتبره قرارا تاريخيا، ونقطة تحول لا يقتصر اثرهما الايجابي على نظام العمل والعمال في المملكة بل يتعداه ليشمل نواحي كثيرة يصعب حصرها، وستظهر واضحة للعيان في القريب العاجل، وسنشير اليها وندرك معها كيف كنا غافلين عنها طوال تلك السنين ونحمد الله ان كسبنا ما بقي وهنا نقف رافعين التحية والتقدير لمنفذ التوجيهات السامية والمدرك لحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامير سلمان بن عبدالعزيز على رفاهية المواطن والمقيم ذلكم هو رجل وزارة الداخلية الاول الامير محمد بن نايف وفقه الله، وسدد على طريق الخير خطاه. الشيء المفرح في تلك الاجراءات التصحيحية الصارمة أن المواطنين والمقيمين النظاميين فرحون مسرورون ومستبشرون بالأثر الايجابي من التصحيح رغم ضرر البعض المؤقت من ارتفاعٍ في الاسعار، وشح في العمالة وخلل لا يلبث أن يزول عندما تستقر الامور وتأخذ وضعها الصحيح في نظام العلاقة العمالية ورب العمل وذلك مؤشر مواطنة وتقدير للمصلحة العامة مهما كانت درجتها على المصلحة المحدودة والضيقة.. وليس بغريب هذا الشعور العام فالمواطن سباق للتجاوب والتضحية اذا وجد عملا صادقا ومخلصا للبلد. أما الشيء الذي يحتاج الى لفت الانتباه له فهو مدى تجاوب الجهات الرسمية المعنية بإجراءات التصحيح مع المهلة التي أُعطيت للجميع ليتمكنوا من معالجة اوضاعهم مع تلك الجهات من تجاوب على استحياء ومنها من اعادنا لعصور مضت من طوابير التخلف وتماسك الايدي والصراع المستميت على رقم تسلسل امام شباك الموظف، وافتراش الارض في الشوارع من الليل في انتظار بدء الدوام الرسمي.. لقد تداولت مقاطع التواصل الاجتماعي مشاهد لا تحكي الواقع الصحيح خاصة في الجوازات لأن الواقع مرير وأكبر من أن يكون مجرد تدافع، ولا أدري هل إدارة الجوازات لا تعلم الضغط الذي سيكون عليها أم لم تتوقع كثافته؟ وأياً كان مبررها لا نستطيع ان نلتمس لها العذر في الفوضى التى تحدث في أروقتها ولم تجد له حلاً سوى الصمت، وكأن الامر لا يعنيها لهذا علينا المطالبة بتمديد المهلة حتى تتجاوب الإدارة في تسيير أعمالها. والله الموفق..