الشرقية وبهجة الحضور الملكي

Abstract

فرحان العقيلالشرقية وبهجة الحضور الملكيفرحان العقيللا تزال بهجة الشعور بمضمون الكلمة التوجيهية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسفرائه في الخارج ترن في أسماع الجميع فقد حملهم مسئولية العمل والرعاية لأبناء الوطن أينما كانوا, والآن يكرس حفظه الله أنموذج الرعاية الأبوية لأبناء الوطن فيشرف مقامه الكريم منطقتنا الشرقية منطقة الخير بالحضور بيننا أبا وراعيا يتلمس كل احتياج ويدعم ثقة المواطن في قيادته بالتواصل الدائم فكما قال حفظه الله للسفراء افتحوا أبواب سفاراتكم للمواطنين فهو يضرب المثل بنهج القيادة التي لا توصد بابا أمام شعبها ولا ترد حاجة لمواطن كتب رسالة أو ابرق برقية فهناك من يهتم ويتابع محملا بذمة ولاة الأمر أمام الله في نهج مستمر منذ أيام التأسيس الأولى التي خط فيها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله سبل التواصل المفتوحة مع المواطنين وظلت نهجا يعززه فكر القيادة ملكا بعد ملك وصولا إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولا أدل على عمق هذا النهج في سلوك القيادة سوى تلك القصة التي ذكرها سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز في زيارة سموه الأخيرة للاحساء حيث تحدث في مجلسه عن قصة مدير مكتب البرقيات في الدمام الذي حمل إلى سموه برقية لأحد المقيمين الفلسطينيين مرفوعة إلى الملك فهد يرحمه الله كتبت بأسلوب لا يرقى إلى مخاطبة الملك يسطر فيها أخونا المقيم شعوره بالتقصير تجاه قضية فلسطين, فيقول سموه دفعتني مفردات البرقية وأسلوبها إلى الحماسة والاتصال بالملك فهد يرحمه الله طلبا للتوجيه الكريم حيال الموقف فما كان منه يرحمه الله سوى توبيخ مدير مكتب البرقيات على صده للبرقية وعدم رفعها عاجلا إليه مؤكدا يرحمه الله ان البرقية موجهة له ولا يحق لأيا كان ان يردها عنه وموضحا ان مضمون البرقية تلك ليس بجديد فقد وصل ما هو أكبر, ويستطرد سموه أرسلت البرقية وبعد أيام طلب من الإمارة الاتصال بالمرسل وإفهامه واطلاعه على حجم ما تقدمه المملكة من دعم مادي ومعنوي للقضية الفلسطينية الأمر الذي كان محلا للاستغراب من المرسل ذاته لأسلوب التعامل والاهتمام, فكان الملك فهد بذلك يعطي درسا لكيفية تواصل القيادة مع كل مواطن ومقيم مدللا على سهولة التواصل والاهتمام الذي يلقاه كل واحد هنا مهما كان مطلبه أو قضيته, وهذا بالطبع ديدن القيادة وبيت الحكم الرفيع في بلادنا تتجدد صوره عهدا بعد عهد ويلتزم به ملوك هذا الوطن الكرام في تعاقبهم فهم أبناء عبدالعزيز صاحب النهج الأكثر التزاما تجاه المواطن وهمومه مستمدا من الدين الحنيف وسلوك النبوة قدوة في كل عمل, مرة أخرى شرف الحضور الملكي الكريم بيننا في المنطقة الشرقية يزيدنا بهجة وموثوقية بالحرص الملكي المستمر تجاهنا جميعا.