السياحة في الأحساء .. طموحات مشروعة

Abstract

تنعم المملكة بمقومات دينية ومكونات ثقافية وتنوع جغرافي ومناخي يجعل منها نقطة جذب سياحية في الإطارين المحلي والإقليمي بشرط أن نحسن توظيف هذه المقومات وأن نجيد إدارتها وتسويقها للسياح. وفي ظل تنافس قوي بين دول العالم لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح باتت السياحة صناعة قائمة بذاتها, فشعوب العالم تنفق سنويا على السياحة ما يقارب 500 مليار دولار وأن دخل أوروبا وحدها من السياحة هو في حدود 240 مليار دولار سنويا تليها أمريكا بـ 114 مليار دولار. أما حصة الشرق الأوسط بكل دوله وما تحويه من غنى جغرافي وتاريخي فهي لا تتجاوز 13 مليار دولار سنويا وهو أقل بكثير من 1 في المائة من مجموع الإنفاق العالمي على السياحة. وإضافة إلى المنفعة الاقتصادية فالسياحة لها أبعاد ثقافية واجتماعية وإعلامية لأنها تتيح للشعوب الفرصة لمعرفة الآخرين والاطلاع على ثقافاتهم وتصحيح صورة هذه الشعوب وما لها من معتقدات وتقاليد وأنماط حياة, قد يشوهها الإعلام المرئي والمكتوب لأغراض سياسية أو فكرية أو دينية. ولعل حاجة المملكة إلى مثل هذه الأمور هي أكثر إلحاحا في الوقت الحاضر, فنحن في حاجة إلى المزيد من التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى ليجعل منا أكثر انفتاحا وتقبلا للآخرين, وفي المقابل تتاح للآخرين الفرصة للتعرف علينا عن قرب بعيدا عن الصورة التي يقدمها الإعلام والتي ربما قدمت لهم بشكل إما منقوص وإما من زاوية واحدة تسيء إلينا كشعوب مثل غيرنا من الشعوب, ففينا الإيجابيات الكثيرة ولا نخلو من العيوب والسلبيات. وحسنا فعلت المملكة بتأسيسها هيئة مختصة بشؤون السياحة وأوكلت إدارة شؤونها للأمير سلطان بن سلمان لما عرف عنه من تحسس واهتمام بالموضوع العمراني واهتمام بالآثار والتراث العمراني والثقافي في المملكة. وكلنا أمل وانتظار لما ستخرج به هذه الهيئة من خطوات ملموسة لتعزيز قدراتنا السياحية وصيانة المخزون الضخم من الآثار والمواقع السياحية التاريخية والثقافية التي تنعم بها مدن المملكة وبراريها. ويحق للأحساء بمدنها وقراها التي تشكل 28 في المائة من مجموع مساحة المملكة, وبيئتها الطبيعية الغنية بمياهها الحارة والباردة وبمزارعها الخضراء والمنتجة, وبمكوناتها الطبيعية والجغرافية من إطلالة على مياه الخليج العربي ومن جبال متناثرة هنا وهناك تضم بين جنباتها أعاجيب طبيعية ومدهشة, ولا ننسى تاريخ المنطقة الممتد في أعماق الزمن الذي تشهد له المواقع....