يا فرحة ما تمّت !

Abstract

سكينة المشيخص يافرحة ما تمّت ! سكينة المشيخص قبل مدة قصيرة عملت على استطلاع حول ملخصات البحوث والأفكار وأوراق العمل المقترحة التي ستقدم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في المملكة الذي سيقام برعاية أبوية شريفة من خادم الحرمين الشريفين معتقدة فوزي بسبق صحفي سيربك المتتبع للخبر وسيضعه أمام آماله وأحلامه المنتظرة، لكن! بكثير من خيبة الأمل كنت أتابع وأعمل على تقديم ملخصات الأساتذة والأدباء والباحثين التي ستكون النواة الأولى لمحطات المؤتمر الذي عُلّقت عليه الآمال شهورا طويلة منذ تم الإعلان عنه من قبل معالي وكيل الوزارة الدكتور عبد العزيز السبيل. كنت أعدّ المادة الخبرية لأقدمها للمحرر في الصحيفة والبسمة المؤلمة ترتسم على شفتي ووجهي يعانق شاشة اللابتوب حين وجدت أن مجمل ما سيقدم من ملخصات لا يعدو كونه محاضرات جامعية لطلاب البكالوريوس قسم اللغة العربية في فصولهم الدراسية، وأحسست بنفسي بينهم بأنني متسمرة على مقعدي الخشبي متململة والتثاؤب يسكنني بين دقيقة وأخرى وأنا أعبث كل لحظة بساعتي وأراقب عقاربها وهي تمر بطيئة بليدة مثل طريق صحراوي طويل لا يسكنه سوى الرمل الممتد للبعيد! مازال الحديث ـ في ملخصاتهم ـ قائما عن التعليم والأدب والبحث عن الهوية ودور الأدب في المواطنة ومربكات الأصالة والتجديد وإرباكات الشاعر بين القرية والمدينة، وكأننا أمام جماعة الإحياء العربية أو مدرسة الديوان النقدية واشتغالات البارودي وعباس محمود العقاد الأدبية، متناسين مرور قرابة مائة عام على تجاوز هذه القضايا، وربما ـ لكي أكون صادقة ـ وحده الحديث عن تفريغ الأدباء والاهتمام بالجوائز الأدبية وضمان حياة مادية كريمة لهم كان أكثر البحوث جدوى وعملية في كل ذلك. لم أجد في كل ما قدّم على منصة الخطابة الرتيبة بحثا واحدا سيتطرق لقضايا مصيرية تلامس هموم الأديب بشكل مباشر بعيدا عن التنظيرات البليدة كمقترح تدشين اتحاد للكتاب السعوديين أو نقابة للأدباء من خلالها سيكون للأديب أدب فعلي، تمشيا مع إخوانهم في الصنعة الفنية جمعية التشكيليين السعوديين مثلا! ولكن لله درك يا أبا يوسف (محمد الثبيتي) حين قلت : «مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي / وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي». Sukinaa2009@yahoo.com