داء السكري .. التحدي والتصدي

Abstract

يمثل مرض السكري في وقتنا الحاضر ومن واقع الدراسات العلمية مصدر قلق واهتمام متنامٍ لدول العالم؛ بسبب المعدلات المتزايدة للإصابة به بل سيكون المرض القادم في كل الدول، حيث أثبتت الدراسات أن داء السكري يصيب شخصاً بين كل 6 أشخاص ويوجد حوالي 246 مليون شخص مصاب بالسكري في العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى 380 مليون شخص في عام 2025م. كما أظهرت الدراسات الوطنية أن نسبة الإصابة بداء السكري بلغت 23.7% بمملكتنا الحبيبة، وأن 19% من الرجال و25% من النساء يعانون من مرض أو إعاقة مزمنة تم تشخيصها من قبل الطبيب المعالج خاصة بمرض السكري، كما تشير هذه الدراسات إلى تزايد احتمالات الإصابة مع تقدم العمر للرجال والنساء على حد سواء. إن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - ممثلة في وزارة الصحة التي تضطلع بدورها الكبير المتمثل في الحفاظ على صحة المواطنين، ونظراً لهذه المؤشرات والمخاطر التي تشكلها مرحلياً وفي المستقبل قد تنبهت إلى مخاطر هذا الداء والآثار السلبية المترتبة عليه، حيث تبذل وزارة الصحة جهوداً كبيرة للحد من انتشار هذا المرض؛ وذلك من خلال استراتيجية متكاملة وشاملة تتضمن عدداً من الخطط والبرامج في مختلف المجالات، مثل برامج التوعية والتثقيف الصحي للمريض وذويه والمجتمع ككل بهدف زيادة الوعي بمخاطر السكري. وقد عكست خطط التنمية الخمسية المتعاقبة هذا التوجه إذ حثت على وضع برامج وطنية لمكافحة الأمراض المزمنة والخطيرة كالقلب والكلى والسرطان وارتفاع ضغط الدم والسكر، والاكتشاف المبكر لهذه الأمراض، وكذلك تحويل العيادات العامة الخارجية إلى عيادات تخصصية، كما تم إنشاء إدارة عامة للأمراض غير المعدية بديوان الوزارة لتتولى التعامل مع هذه الأمراض على أسس علمية سليمة وطبقاً لأحدث الاستراتيجيات الصحية المعتمدة عالمياً وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية. وتضع الوزارة في أولوياتها العناية بمرضى السكري وتقديم الرعاية الصحية لهم، حيث أنشأت (20) مركزاً للسكر جار استكمالها حالياً بمختلف مناطق المملكة، حيث يشهد مطلع العام القادم تشغيلها بالكامل بعد أن شهد هذا العام افتتاح (9) منها، كما أنشأت الوزارة عيادات مصغرة في المراكز الصحية لاستقبال حالات السكري وعلاجها ومتابعتها وتقييمها مع تحسين نظام الإحالة والرعاية المشتركة مع أطباء المستشفيات؛ لتعمل جنباً إلى جنب مع مراكز السكر، بالإضافة إلى ذلك نفذ برنامج السكر بالوزارة مؤخراً الدورة الأولى لأطباء السكر بالمملكة البالغ عددهم (20) طبيباً من مختلف المناطق الصحية، ودعماً لهذه الجهود تنفذ وزارة الصحة ضمن جملة من البرامج الوطنية لمكافحة الأمراض غير المعدية البرنامج الوطني لمكافحة السكري، كما استحدثت برنامجاً جديداً للوصول للرقم الحقيقي لعدد المصابين بمرض السكري في المملكة والتعرف على حجم المشكلة والوصول للمعلومات بطرق أكثر دقة يمكن الاعتماد عليها في بناء خطط الوقاية والمكافحة والعلاج، كما بدأت الوزارة في تنفيذ البرنامج الوطني للرعاية المنزلية الدوائية الذي يمكن مرضى السكري في مناطق المملكة كافة من استلام علاجهم من الأدوية والمواد التوعوية في مقر سكنهم عن طريق مراكز الرعاية الصحية المنتشرة بقرى ومناطق المملكة كافة، كما تم تشكيل لجنة وطنية لبرنامج مكافحة السكر لتحقيق الأمن الصحي من خلال وضع الخطط والبرامج المناسبة للوقاية من المرض وتنفيذ برامج التوعية الصحية بعوامل الخطورة وكيفية التعامل مع المرض. وفي إطار هذه الجهود المستمرة استضافت المملكة خلال الأيام الماضية مؤتمر اقتصاديات السكري الإقليمي لدول مجلس التعاون بمشاركة خبراء من المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة بمرض السكري، وخرجت بإعلان الرياض الذي يمثل منهجاً علمياً للتعامل مع المرض وتلتزم الوزارة بكافة بنوده التي تعزز جهودها في مكافحة داء السكري وخفض معدلات الإصابة به. كما تستعد الوزارة هذه الأيام للاحتفال باليوم العالمي للسكر الذي يصادف يوم 4-11-1428هـ الموافق 4 نوفمبر 2007 وذلك على مستوى مناطق المملكة، حيث انتهجت الوزارة أسلوب الشراكة مع مؤسسة المجتمع للتوعية بمخاطر هذا المرض؛ وذلك من خلال مخاطبة عدد من الجهات الحكومية والأهلية والأندية الرياضية لمشاركة الوزارة الاحتفال بهذه المناسبة المهمة. وختاماً أسأل الله العلي القدير أن يحفظ ولاة أمرنا، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها لننعم جميعاً بثوب الرفاهية والصحة والعافية.