الشيخ الفرحان: الملك العادل انتصر لضحايا جدة

Abstract

الشيخ الفرحان: الملك العادل انتصر لضحايا جدة الجزيرة - عبدالرحمن السريع الجزيرة - عبدالرحمن السريع قال المستشار في أمانة مجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ محمد بن علي الفرحان: عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - قراره التاريخي يوم الاثنين الموافق 13-12-1430هـ بتشكيل لجنة عاجلة جداً برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة - يحفظه الله - في أمره الكريم في الفقرة السادسة من البند الثاني والتي تنص كالآتي: (على اللجنة الرفع لنا بما تتوصل إليه من تحقيقات ونتائج وتوصيات بشكل عاجل جدًا وعليها الجد والمثابرة في عملها بما تبرأ به الذمة أمام الله عزّ وجلّ وهي من ذمتنا لذمتهم مستشعرة عظم المسؤولية وجسامة الخطب). فهذه العبارات التي قالها - يحفظه الله - تعبر عن روح القائد الملك القريب إلى شعبه، وتشفي غليل كل شخص، ولذلك فهو أمر تاريخي وطني هام جدًا وانتصار لضحايا السيول في جدة والخسائر الفادحة التي حصلت سواءً في الأرواح أو الممتلكات، وهذه القرارات المهمة التي حددها الأمر الملكي تضع النقاط على الحروف من حيث محاسبة المقصر أيًّا كان والوصول إلى الأيدي المسؤولة عن هذه الفاجعة، وهذه الأمور لم نفاجأ بها؛ لأننا نعرف كمواطنين أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - عين ساهرة على مصالح شعبه، يعيش همومهم وأفراحهم وأحزانهم، ويحرص على توفير وسائل الراحة والعيش الكريم والطمأنينة والأمن والأمان لهم. لم يصرفه - يحفظه الله - إشرافه المباشر على مهام الحج ونجاح هذا الموسم نجاحًا باهرًا عن فاجعة جدة، فهاهو الآن يصدر أمره الكريم بتشكيل لجنة عاجلة جدًا لمعالجة هذه الحادثة المؤلمة، وقد ذكر في أمره الكريم بوجوب شمولية البحث وبشكل لا يقبل التأجيل عن أسباب هذه الحادثة. وهذا القرار السامي الكريم يتضمن أمورًا هامة جدًا قوته وصرامته وجديته في طلب الإفادة السريعة لأسباب هذه الفاجعة، والكشف عن المتسببين فيها، وتطبيق ما تقضي به الأنظمة واللوائح والتعليمات. البعد الديني والشرعي لهذا البيان الواضح والصريح بأن هذه أمانة قطعها على نفسه - يحفظه الله - ولابد من أدائها مستشهدًا بقوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فهذه الاستشهادات رسالة واضحة لجميع المسؤولين على مختلف مستوياتهم بالمسؤولية والأمانة وضرورة تأديتها بكل إخلاص وإتقان، وأن الحساب سيكون عسيرًا لمن فرط في المسؤولية والأمانة. هذا الحدث يحز في النفس ويؤلمها جدًا، وهو يدل على قصور واضح وكبير، فهذه الأمطار بهذه المعدلات تسقط بشكل شبه يومي على كثير من الدول المتقدمة ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانيات ولا ينتج عنها مثل هذه الخسائر الفادحة، فهذا أثار استغرابه - يحفظه الله - رغم توفير المبالغ الكثيرة والصلاحيات الواسعة.