خطوة تاريخية مهمة في الاتجاه الصحيح
التاريخ
2009-02-21التاريخ الهجرى
14300226المؤلف
الخلاصة
تصاعدت ردود الفعل الواسعة في داخل المجتمع السعودي، بكل مكوناته ونخبه، على اختلاف مواقعهم، مناطقهم، وتوجهاتهم إزاء الموقف من التعديل الوزاري الموسع الأخير، الذي يعد الأكبر من نوعه، منذ تسلم خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في الأول من أغسطس عام 2005. والانطباع العام، كان إيجابيا، باعتباره فاتحة عهد لمرحلة جديدة متقدمة على طريق الإصلاح والتغيير الذي يرعاه ويقوده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منذ كان وليا للعهد، وحتى الوقت الراهن. وأزعم أن التعديل الوزاري الموسع، والتغييرات الهيكلية، التي طالت مرافق حيوية مهمة مثل وزارات التربية والتعليم، الصحة، العدل، الإعلام، ومرافق القضاء، المختلفة، ومجلس الشورى وهيئة حقوق الإنسان، إلى جانب دلالات تسلم أول امرأة سعودية لمنصب قيادي، وغيرها. التي لها مساس وعلاقة مباشرة بمصالح مكونات المجتمع السعودي كافة، أعاد الحيوية والزخم والثقة لمسار الإصلاح. في كل الحالات تبين تجربة الحياة والمسار التاريخي للمجتمعات والشعوب، بغض النظر عن تباين أوضاعها الملموسة «الخاصة» ومستويات تطورها، فإن عملية التغير والإصلاح والتطور، ليس طريقا أو خطا مستقيما، بين نقطتي البداية والنهاية. وبالتالي لا التواء أوتراجع مؤقت فيه. طريق التطور أشبه ما يكون بالخط أو الطريق الحلزوني، إنه درب صعب ووعر، خصوصا إذا كان الطريق غير مطروق، وتحف به المخاطر، مما يتطلب فيه أحيانا، بل يكون إجباريا في ظروف معينة، على عابره، أن يدخل إلى ممرات جانبية، أو يقف مؤقتا لاختبار سلامة الطريق، واستدلال علاماته المرشدة، من أجل أن يشق طريقه مجددا إلى الأمام. بطبيعة الحال في كل الحالات، من المهم عدم إضاعة الاتجاه والهدف، وبكلمة عدم تضييع البوصلة. التي تتمثل في بلادنا ضمن سياقها التاريخي- الموضوعي «الخصوصية» في الإصرار والمضي قدما على طريق الإصلاح والتغير، والتي من خلالها (البوصلة) يمكن تذليل كافة العقبات والعراقيل الموضوعية والذاتية على مختلف المستويات والأصعدة. ضمن الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا (التي لم تعد منذ أمد جزيرة منعزلة)، وما تواجهه من استحقاقات وتحديات داخلية وخارجية تاريخية غير مسبوقة، بفعل التداخل والتشابك والتأثير والتأثر المتبادل بينها وبين الآخر، ضمن بيئة إقليمية ودولية تتسم بالسيولة والتغير وغياب اليقين، مما يتطلب امتلاك منهج جديد في الرؤية والممارسة، القادرة على العبور بنا إلى بر الأمان. هذه اللحظة التاريخية المفصلية التي تمر بها بلادنا تستدعي، تطوير الفكر والفعل والفاعلية إزاء الاستحقاقات الوطنية الداخلية، ولمواجهة مجمل التحديات الإقليمية والدولية، حيث الأولوية بالنسبة لكافة الدول، بغض النظر عن حجمها ومكانتها في منظومة العولمة، هو للمصالح وتعظيم مكامن القوة والقدرة والمناعة الداخلية لديها، ضمانا لوجودها أو تفوقها في ميدان المنافسة الكونية، الذي لا يرحم. في عالم بات محكوما بقيم ومعايير كونية ملزمة للجميع، وأي مسعى للتنصل منها، لن يكتب له النجاح. الخاصية والسمة التي أتسم بها الملك عبدالله وطبعت شخصيته المميزة، على مدى عقود، هي المرونة والانفتاح والإصغاء الجيد للأخر، والتفاعل مع الجديد، الأمر الذي مكنه من قراءة وتشخيص الواقع والمجتمع، بكل أبعاده وما يدور فيه من حراك وتناقضات، وما يفرضه من متطلبات، وبالتالي إدراكه بأن الإصلاح والتغيير، ليس ترفا أو شعاراً أجوف، يطلق للاستهلاك الداخلي أو الخارجي، بل إنه بات أمرا حتميا يفرض الحاضر ومتطلبات المستقبل في آن معا. من هنا نفهم ونقيم عاليا مغزى التغييرات الأخيرة التي تمس على نحو مباشر حياة ومصالح ومستقبل الملايين من أفراد الشعب. كل الآمال معقودة في أن يحقق التعديل الأخير الغايات المرجوة التي يتطلع إلى تحقيقها قائد مسيرة الإصلاح في بلادنا.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 147 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
617443النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15519الموضوعات
الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (الرياض)السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
حقوق الإنسان
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
نجيب الخنيزيتاريخ النشر
20090221الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية