حدود الحرية: لمن كانت الكلمة السامية

Abstract

حدود الحرية: لمن كانت الكلمة السامية علي سعد الموسى تسألني الزميلة – إيلاف – هل كان خادم الحرمين الشريفين في إشارته لمسؤولية الكلمة أمام مجلس الشورى، ودور الكلمة في الائتلاف أو الاختلاف يقصد بها تلك الكلمات الصادرة في ثنايا فتاوى القتل؟ وجوابي ألا نحول هذه الكلمة في جملة خادم الحرمين الشريفين إلى تفسير استغلالي. ولو أننا سألنا غلاة المتشددين من اليمين لقالوا إن ولي الأمر كان يشير إلى ما يكتبه كتاب تلك الصحيفة أو تيك، ولو أننا في المقابل سألنا غلاة الخيط الليبرالي لقالوا إن خادم الحرمين الشريفين كان يقصد بمسؤولية الكلمة ما يحدث في بعض الفتاوى الأخيرة. هذه المفاهيم المضطربة في فهم الجملة الملكية تؤكد أننا قد نخطئ استقبال المضمون والقصد والهدف من عشية اليوم الأول لهذه الكلمة. ولي الأمر مظلة كبرى فوق كل طوائف الشعب وسوار على معصم كل النخب الثقافية بمدارسها وتشكيلاتها المختلفة. الكلمة التي يقولها فرمان للجميع. هي رسالة إلى أستاذ الجامعة بالجوف وناديها الأدبي، مثلما هي ذات الرسالة إلى آخر شاعر يكتب قصيدته هذا الصباح من طرف الساحل الجازاني. نحن، بالتجربة، نعيش اليوم هامشاً مقبولاً وجميلاً من حريات التعبير وفي زمن التجربة يبقى حدوث التجاوزات أمراً حتمياً وتبقى مسائل سوء استخدام مثل هذه الحرية متلازمة مؤكدة. هذه هي ضرائب التجربة، ولكنني متأكد من قدرتنا على تجاوز الذيول السالبة لأي تجربة من الحرية. بواكير الحرية دوماً تحفل بالأخطاء ومن الجميل جداً أن ولاة الأمر يدركون ذلك بكل جلاء وإن كنت فخوراً بشيء من وطني فلا شيء أكثر من فخري بأن أصحاب الرأي حتى وإن أخطؤوا فإن النظام الرسمي لم يأخذهم إلى التعسف والمساءلة ولا يأخذني أحدكم للاستشهاد بسجين رأي هنا أو هناك، لأن الحقائق التي لن ينكرها منصف تشير بوضوح إلى أن ذلك السجين كان حبيس رأي له ارتباط بعنف أو تنظيم ضال أو منبوذ. قولوا كل آرائكم ولكن بحرية مسؤولة واستقلال وضمير وطني. أحسنوا النوايا ثم احكموا على النتائج. 3 : عدد التعليقات