شرف الانتماء
التاريخ
10-5-2007التاريخ الهجرى
14280423المؤلف
الخلاصة
شَرَفُ الانتماء عبدالعزيز بن صالح العسكر كل مخلوق يحب الأرض التي ولد فيها، والبيئة التي استنشق هواءها، والوطن الذي مشى فيه منذ أبصرت عينه الحياة. وعلى هذا جاء قول الشاعر: ألم تر أن الطير إن جاء عشه فآواه في أكنافه يَتَرَنَّم ومثل الطير الحيوانات الأخرى، وعند العرب قصص كثيرة للإبل وغيرها في حبها وحنينها إلى موطنها الأول ورجوعها إليه إن وجدت إلى ذلك سبيلاً. ولكن الإنسان وهو أشرف المخلوقات قد ضرب في حبه لأرضه ووطنه مثلاً رائعاً قوياً؛ وسجل الشعراء ذلك الحب في أبيات من الشعر حفظها الناس على مر الأزمان. ومنها قول أحدهم: إذا ما ذكرت الثغر فاضت مدامعي وأضحى فؤادي نُهْبَةً للهماهم حنيناً إلى أرض بها اخضر شاربي وَحُلَّتْ بها عنِّي عُقُودُ التمائم وألطف قومٍ بالفتى أهل أرضه وأرعاهم للمرء حقَّ التقادم أما الصِّمة بن عبد الله القشيري فقد أبدع في وصف حبه لوطنه؛ وأصبح وصفه لما يكنُّه من حبٍ لنجد حديث الركبان في أسفار الأدب. يقول القشيري: أقول لصاحبي والعيس تهوي بنَابَيْنَ المنيفة فالضِّمار تمتع من شميم عَرار نجدٍ فما بعد العشية من عرار ألا يا حبَّذا نفحات نجدٍ وريَّا روضه عبَّ القطار وعيشك إذا يحل القوم نجداً وأنت على زمانك غير زار شهور ينقضين وما شعرنا بأنصافٍ لهنَّ ولا سِرار فأما ليلهنَّ فخيرُ ليلٍ وأقصر ما يكون من النَّهار وإذا كان الحديث عن الوطن وحبه والانتماء إليه فإن حديثنا عن المملكة العربية السعودية له طابع خاص، ومعان مُتميِّزة، وسياق فريد؛ فالمملكة ليست بلداً عربياً فقط، وليست وطناً لفئة من الناس فحسب، كما أنّها ليست بيئة جغرافية فريدة يعشقها أهلها لجمال طبيعتها، وليست كذلك بلاد انتصارات وتقدم ونهضة تأسر ساكنيها بخصائصها السياسية والاقتصادية؛ ولكنّها ذلك كله وفوقه ما لا يملكه بلد في العالم، وما لم تنله دولة على وجه الأرض في عالمنا المعاصر إنَّ أرض المملكة العربية السعودية تضم أقدس الأماكن في العالم؛ وفيها قبلة المسلمين التي إليها يتجهون في صلاتهم إلى قيام الساعة. ويكفى ذلك شرفاً وفخراً وعزّاً. ولقد أسست المملكة على منهج شرعي وأقيمت أنظمتها وفقاً لما أمر به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما كان يحرص عليه الملك عبدالعزيز باني المملكة وموحدها. يقول رحمه الله: (وإن خطتي التي سرت - ومازلت أسير - عليها هي إقامة الشريعة السمحة كما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب، والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة، مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف)(1). وكان هذا جزءاً من خطبة له في المدينة المنورة، وفي مكة المكرمة ورد في إحدى خطبه (أنا بذمتكم، وأنتم بذمتي، إن الدين النصيحة أنا منكم وأنتم مني، هذه عقيدتنا في الكتب التي بين أيديكم، فإذا كان فيها ما يخالف كتاب الله تردونا عنه، واسألونا عما يشكل عليكم فهمه، والحكم بيننا كتاب الله، وما جاء في كتب الحديث والسنة)(2). تأصيل شرعي لقيام الدولة المسلمة سار عليه الملك عبد العزيز وأبناؤه من بعدهم رحمهم الله وغفر لهم.. ووثقه النظام الأساس للحكم الذي صدر في عهد الملك فهد وورد في المادة الأولى منه: (المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولغتها هي اللغة العربية). إنّ سلامة المنهج وصلاح التأسيس قد ضمن لهذه البلاد - بحمد الله - أمناً ورخاءً وعزَّةً فقدتها بلاد كثيرة في العالم. وفي ذلك يقول الملك عبدالعزيز: (لقد كنت لا شيء، وأصبحت اليوم وقد سيطرت على بلاد شاسعة.. ولقد فتحت هذه البلاد ولم يكن عندي من الأعتاد سوى قوة الإيمان، وقوة التوحيد ومن التَّجدد غير التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، فنصرني الله نصراً عزيزاً. لقد خرجت وأنا لا أملك شيئاً من حطام الدنيا ومن القوة البشرية، وقد تألبَّ الأعداء عليَّ، ولكن بفضل الله وقوته تَغَلَّبتُ على أعدائي وفتحت كل هذه البلاد)(3). وفي كلمة جوابية من الملك سعود إلى والده - رحمهما الله- تأكيد قوي على سلامة المنهج وعمق الفهم للدين الذي تتميز به بلادنا ولله الحمد يقول الملك سعود: (انه لا قوام لديننا ودنيانا إلا بالله ثم به، من اتبعه نجا بنفسه ونجا من ولاه الله عليه، وإني إن شاء الله سأجتهد واعتمد ماذكره مولاي من النصائح الدينية والدنيوية وأرجو إن كان الله يعلم في ذلك أن يوفقني لرضاه ثم لرضا جلالتكم وأن يوفقني لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وولايتهم...إلخ.)(4). إنّ الملك سعود وهو خليفة والده في الحكم يؤكد حقيقة منهج الدولة وصدق قيامها بأمر الله وتطبيق شرعه ويعدُّ ذلك مفخرة وامارة عز ورقي ورفعة. وحينما طلب من الملك فهد -رحمه الله- أن يتحدث عن والده تحدث بحديث
الرابط
شرف الانتماءالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
620641النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
12642الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبد الرحمن العزام
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
موريس جارتو
الموضوعات
الجمعيات الخيريةالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
رعاية الحجاج
المؤلف
عبدالعزيز بن صالح العسكرتاريخ النشر
20070510الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان