الكهرباء مشكلات عميقة وتطلعات: المهم ألا تنقطع لحظة واحدة
الخلاصة
الكهرباء مشكلات عميقة وتطلعات: المهم ألا تنقطع لحظة واحدة قينان عبدالله الغامدي أعود اليوم إلى شركة الكهرباء، وكنت قد كتبت سلسلة مقالات خلال الأسبوع قبل الماضي والذي قبله، وقد تلقيت من الرئيس التنفيذي علي بن صالح البراك هاتفياً وكتابياً بعض الإيضاحات والتعليقات التي تصب كلها في رغبة الشركة وسعيها إلى تقديم خدمة أفضل وأرقى، مؤملة أن يتحقق ذلك في أسرع وأقرب وقت، ولكن! لكن.. هذه تحتمل معاني كثيرة، بيد أن أقربها لشركة الكهرباء على المديين القصير والطويل أن المطلوب أكبر من الإمكانات وكأنها تردد مع الشاعر: وإذا ما التم جرح جد بالتذكار جرح.تأسست الشركة عام 2000 واعتمدت تعريفة تمكنها من القيام بدورها وبعد سبعة أشهر من التأسيس صدر قرار يقضي بتخفيض التعريفة 30% دون تعويض الشركة عن انخفاض الإيراد الذي بلغ أربعة آلاف مليون ريال سنويا حـوالي 35 مليـار ريال حتـى نهاية 2008، وهذا أدى إلى تأجيل تنفيذ وإنشاء المشاريع المطلوبة في التوليد والربط والنقل مع العجز عن استبدال الوحدات والشبكات القديمة التي انتهـى عمرها الافتراضي، فضلاً عن عدم إمكانية، بل استحـالة بناء احتياطي في قدرات التوليـد، في الوقت الذي ينمو فيه الطلب، حيث أوصلت الخدمة إلى مليوني مشترك خلال هذه الفترة و4500 قرية، وقد تم تمويل ذلك من الموارد الذاتية والاقتراض من البنوك وإصدار صكوك إسلامية.في عام 2006 بدأ النمو الاقتصادي في المملكة يكبر، وقفزت معدلات الطلب على الكهرباء إلى 7-8% مقارنة بـ4-5% في السنوات السابقة، وفي عام 2007 أمر خادم الحرمين الشريفين بسداد كامل مستحقات الشركة لدى الإدارات والأجهزة الحكومية والمبالغ المتراكمة حوالي عشرين مليار ريال وهذا مكن الشركة من ترسية مشاريع استراتيجيـة تغطي الاحتياج حتى عام 2012، وقد سبق أن استهدفت هذه المشاريع العملاقة في مقالات سابقة، ومن ضمنها مشاريع الربط التي تتيح تبادل الطاقة بين المناطق وسد أي نقص يحصل في أي منطقة من فائض المناطق الأخرى.المهم الآن أمران، أولهما أن مشاريع الشركة القائمة والقادمة ستغطي الاحتياج حتى عام 2012، مع ما سيعتري ذلك من انقطاعات للكهرباء أحياناً بسبب الضغط على الطلب، وبسبب تفاوت مواعيد تنفيذ المشاريع الجديدة التي يستغرق الواحد منها بين ثلاث إلى أربع سنوات حتى يتم إنجازه.الأمر الثاني أن لدى الشركة خططاً لتغطية الاحتياج بين عامي 2013 و2018، ولكن هذه الخطط تحتاج إلى استثمارات تقدر بنحو مئتي مليار ريال، والشركة لا تملك هذا المبلـغ وهي بصـدد البحث عن سبل لكيفية التمويل بمسـاندة الدولـة ومشاركة القطاع الخاص. وقد أبلغني الرئيس التنفيذي أن هناك تنسـيقاً ممتازاً بين الشركة وأمـانة مدينة الدمام التي لا تمنـح ترخيصاً لبناء سكن أو مشروع إلا بموافقة الكهـرباء، وهو – أي الـبراك – يتطلع أن يسود هذا التنسيـق كل مناطق المملكة، وأنا مثله أتطلـع وأنتـم حتماً تتطلعون، فالمهم عندنا جميعاً ألا تنقطع عنا الكهرباء لحظة واحدة. 1 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
620740النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
3157تاريخ النشر
20090522الدول - الاماكن
السعوديةالدمام - السعودية