إنها مملكة الاعتدال يا سمو الأمير
التاريخ
2010-01-29التاريخ الهجرى
14310214المؤلف
الخلاصة
إنها مملكة الاعتدال يا سمو الأميرد. سعد محمد مارقبلد يستجار به عندما تكبر المحن، فخلال أربع وعشرين ساعة انطلقت صرخات من مواقع تعاني من «التناحر» والصراعات، ليس مع طرف خارجي، بل مع أنفسهم، وأبناء جلدتهم. الصرخات موجهة للملك السعودي «عبدالله بن عبدالعزيز» للتدخل ومعالجة مشكلاتهم.الأولى كانت رسالة من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”. ففي رسالة طويلة للملك عبدالله يقول فيها: وطرقت بابكم -أطال الله عمركم- لثقتنا وحسن ظننا بكم، فأنتم بحكم ما تتمتعون به من خصال كريمة، وروح عربية إسلامية أصيلة، وما يتمتع به بلدكم الكريم (المملكة) من مكانة استثنائية عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، أصبحتم أمام مسؤوليات استثنائية تجاه أمتكم، وأصبحتم موضع الآمال للكثير من أبناء العرب والمسلمين».أمّا الرسالة الثانية انطلقت من لندن، فهذا هو الرئيس الأفعاني كرزاي يدعو خادم الحرمين الشريفين للتدخل؛ لإتمام المصالحة مع طالبان. وفي الحالتين لم تتأخّر المملكة، بل كانت أول بلد جمع «الأطراف» سواء الأفغان، أو الفلسطينيين، واستضافتهم، وعقدت المصالحة بينهم، ووثيقة المصالحة الفلسطينية في مكة لم تكن الأولى، ولا الأخيرة للدور الذي تقوم به المملكة.كم كان هذا البلد الكبير «الملاذ» الآمن لكل مَن يستجير به، وهل استجار بنا هؤلاء أو غيرهم؛ لأننا -وكما يروّج البعض- دولة نفط؟! وأن مكانتنا في العالم بسبب نفطنا؟! لا.. ثم لا.. إنه بسبب المنهج «المعتدل» في الدّين والسياسة والاقتصاد الذي اتّخذه قادة هذا البلد، بدءًا من «المؤسس»، وانتهاءً بملك الاعتدال والإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز، كم ذهب الأصدقاء، والأشقاء شرقًا وغربًا، وفي الأخير وجدوا أن «الصديق الصدوق» الأقدر والأجدر هو «مملكة الاعتدال والتسامح». وأنأ أقرأ وأتابع تلك النداءات للمملكة تذكرت «العمل الكبير» الذي قام به سمو الأمير خالد الفيصل، فهو أول مَن طالب بتأصيل منهج الاعتدال السعودي، توثيقًا للأجيال القادمة، واعترافًا بمنهج وضعنا في هذه المكانة، فقدم له محاضرة في «جامعة المؤسس» وأنشأ كرسيًّا بتمويل شخصي بلغ خمسة ملايين ريال. بخط يده. يقول الأمير خالد: «هذا النهج الذي اختطته الدولة السعودية منذ بداياتها الأولى، كان سلاحها الأمضى، في وأد الفتن، وكبح الأطماع، وتجنيب المملكة وشعبها، ويلات الدخول في صراعات ونزاعات إقليمية وعربية طاحنة، ففي الوقت الذي ظلّت فيه دول وشعوب في المنطقة، تتأرجح بين قوى يسارية ويمينية، كانت المملكة وسطًا بين ذلك، فتحققت لها بفضل هذا النهج المعتدل مرحلة فكرية ثقافية اقتصادية جديدة، فنحن اليوم نبني مدنًا اقتصادية، وجامعات بالعشرات.. نحن اليوم لنا قيمة في العالم .. قيمة فكرية، وقيمة إسلامية، وقيمة عربية، وقيمة عالمية).وكان سمو الأمير قبل ذلك بسنوات قد كتب مقالاً بعنوان «الجهل بالقيمة والمفارقات العجيبة» وقال فيه: «إن قيمة الإنسان السعودي والدولة السعودية معروفة عند العالم أجمع، إلاّ عند الإنسان السعودي، فهو لا يعرف قيمة نفسه شخصيًّا، ولا قيمة بلاده عالميًّا، وأن المملكة غدت من أفضل دول العالم وأهمها. وقد يدور في ذهن البعض أن هذا عائد لحيازتها البترول، ولكنهم ينسون أو يتناسون أن هناك دولاً كبيرة فيها بترول، وأنهار، وزراعة، وتاريخ حافل بالحضارة، ولكنها لم ترقَ دوليًّا إلى درجة مملكتكم هذه، فالتقدير لحنكة القيادة في المملكة، وللإنسان السعودي وفكره ومنهجه وقيمه التي استطاع بها أن يستفيد من البترول في حين لم يستفد الآخرون».وكما قال خادم الحرمين الشريفين «نحن لدينا أهم من البترول، ديننا الإسلامي، والكعبة المشرفة، فالعرب لم تقم لهم قائمة إلاّ بالإسلام، وهو ثروتنا الحقيقية» ويواصل الأمير خالد في المطالبة بتأصيل منهج الاعتدال ليقول: «وبلغ بنا التقدم مبلغه بأن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة في عضوية أقوى قمة اقتصادية عالمية (قمة العشرين)، وفي هذا أحدث دليل على سلامة منهج الاعتدال السعودي. مملكة الاعتدال قصة تستحق أن تروى وتكتب للأجيال وللتاريخ. أثبت هذا المنهج بوضوح أن المملكة قد برزت كقوة قيادية قائمة، وكانت «الأداة الفاعلة» لإطفاء الفتن من لبنان إلى أفغانستان وباكستان والصومال والعراق.. نصف «المجهود» السعودي للمعالجة والمصالحة يبقى بعيدًا عن الأنظار، وكم للعمل الصامت من إضافة تضاهي المُعلَن، وكم كانت أعمال المملكة في «الصمت» أكثر منها في «العلن».
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
621344النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17082الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحامد قرضاي
خالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - افغانستان
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
المؤلف
سعد محمد مارقتاريخ النشر
20100129الدول - الاماكن
افغانستانالسعودية
بريطانيا
الرياض - السعودية
كابول - افغانستان
كامبردج - بريطانيا