هيبة المعلم المفقودة .. هل يعيدها مشروع تطوير التعليم؟!
التاريخ
2009-03-30التاريخ الهجرى
14300403المؤلف
الخلاصة
هيبة المعلم المفقودة .. هل يعيدها مشروع تطوير التعليم؟!محمد بن عبد الله الشريف كاتب في الشأن العام لدى وزارة التربية والتعليم ما يقرب من 400 ألف معلم ومعلمة، وهذا الرقم يفوق أي عدد للمعلمين في معظم الدول النامية، أو حتى المتقدمة وأثق أن من بين هذا العدد الضخم من يحوز أفكاراً مخلصة وتطويرية للعملية التعليمية، بأبعادها المختلفة، يمكن الاستفادة منها ضمن المشروع الكبير لتطوير التعليم، الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويتم الإعداد له وتنفيذه حالياً من قبل لجان وعلماء وفرق عمل بحثية متخصصة! وإذا كانت أركان العملية التعليمية ومكوناتها الأساسية، وهي الطالب والمعلم والمنهج، ستأتي في مقدمة ما يجب الاهتمام به، والتركيز عليه ضمن التطوير الشامل للتعليم، وهو المفترض، فإن المعلم يأتي في المقدمة منها، من حيث حاجته إلى الاهتمام والتطوير أكثر، باعتبار أنه يتوقف عليه تنفيذ ما سيسفر عنه مشروع التطوير من برامج وخطط وتحولات في مسار التعليم، فلو فرضنا أنه تم تطوير المناهج وتنقيتها مما يشوبها من ملحوظات، مثل التطويل والحشو، وتحويل الطالب إلى وعاء للالتقاط والحفظ دون فهم، من أجل اجتياز الامتحانات، أكثر مما يكون عنصراً للإدراك والتفاعل، وإعمال الفكر، وتحليل ما يرد في تلك المناهج، ومناقشته والحوار حوله مع المعلم، ولو فرضنا أننا توصلنا، من خلال التطوير، إلى صيغة مقبولة للمناهج، تبعد عنها الرتابة والملل، والصيغ العقيمة، التي تستعصي على الفهم والإدراك، ولا سيما لمن هم في مراحل التعليم العام، لو نجحنا في ذلك كله، وبقي المعلم على وضعه، فإن ذلك كفيل بنسف النتائج التي نتوصل إليها، إذا لم نجعل من المعلم محوراً للتطوير، وحجر الزاوية فيه، فالمعلم هو من يوصل ما في المنهج إلى ذهن الطالب، وهو من يختار الطريقة الملائمة لهذا الإيصال، ويستقي منها ردود الفعل، ويقيس من خلالها مقدار استيعاب الطالب وفهمه وإدراكه لما في المنهج، وهو، أي المعلم والمعلمة، الوحيد الذي يستطيع الدخول إلى ذهن الطالب، ونفسيته، بل ويؤثر في شخصيته وسلوكه في المجتمع، سلباً أو إيجاباً، لا يقل عن تأثير والديه، إن لم يكن أكثر من ذلك أحياناً، حين يجعل الطالب من معلمه قدوته ومثله الأعلى!.., مثلما كان هو الوضع قبل أكثر من أربعة عقود، عندما كان للمعلم هيبته وتقديره واحترامه!.., ولم يكن ذلك ناتجاً عن الخوف أو الرهبة،....
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
622342النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5649الموضوعات
السعودية - التخطيط التربويالسعودية. وزارة التربية والتعليم
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم
مناهج التعليم
المؤلف
محمد بن عبدالله الشريفتاريخ النشر
20090330الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية