قمة التضامن أكدن تفاؤلهن بانعقادها في الرياض أكاديميات وإعلاميات عربيات : القمة مطالبة بحلول واقعية وعملية للمشاكل والأزمات العربية

Abstract

التحديات التي سيواجهها القادة العرب في القمة العربية بالرياض ستكون كبيرة، وذلك لان المخاطر التي تهدد منطقتنا اصبحت كثيرة.. فالقضية الفلسطينية على الرغم من أهميتها وحيويتها والتصعيد المستمر فيها إلا أن القضية العراقية بتعقيداتها وتطورات أحداثها أصبحت تزاحمها في الأهمية، هذا فضلا عن قضايا دارفور والصومال. وهناك موضوع آخر لا يقل أهمية عن ذلك، وهو موضوع حاضر في كل القمم العربية أقصد تفعيل العمل العربي المشترك. يمكن ان تكون قمة الرياض هي قمة الحسم وتفعيل العمل العربي المشترك بشكل حقيقي لمواجهة التحديات الصعبة والمبادرات التي تأتينا من كل اتجاه. لانه اذا لم يتخذ القادة العرب الاجراءات العملية لتفعيل العمل العربي.. فسوف تزداد ردود الفعل السلبية داخل أروقة أمتنا.. نقطة اخرى جديرة بالتعليق وهي ما تردد حول تعديل المبادرة العربية، رغم ان حديث التعديل غير وارد بالمرة، وهو على أية حال لايجب ان يحرف نظرنا عن الحقيقة الأهم. وهي ان اسرائيل ليست في المزاج أو الوضع الذي يدفعها الى قبول مبادرة بيروت وإنما تريد المزيد من التنازلات العربية المسبقة التي تمكن اسرائيل من ان تبدأ اللهو بلعبة تفاوضية جديدة يرى العرب فيها ما لم يشهدوا له مثيلاً من فنون التحايل والمراوغات، وسيحسن القادة العرب صنعاً ان هم لم يكتفوا بتجاهل حديث التعديل الاسرائيلي فحسب وإنما اضافوا لذلك الموقف السليم امعاناً للنظر فيما يمكن عمله من أجل تصحيح ميزان القوى بين العرب واسرائيل، بل بينهم وبين كافة الاطراف الاخرى حتى لا يتجرأ عليهم او يستخف بهم احد بعد الآن. وعموما يمكن القول أن هناك تفاؤلا حول نتائج القمة القادمة، فالنظام العربي الرسمي أظهر قدرة على احتواء الأزمات وان كان الامر اختلف في أزمة عام 2003م واحتلال العراق عنه في سابقاتها من الأزمات. فالنظام العربي استطاع مواجهة أزمة 1967م بكفاءة، وتمكّن من احتواء الخلافات العربية المصرية عقب اتفاق السلام مع اسرائيل بل استطاع احتواء أزمة الغزو العراقي للكويت. بيد أن هناك تخفيضا لسقف التوقعات من النظام العربي تم تجاه هذه القضية. والآن أعتقد ان الخلافات العربية العربية تكاد تكون قد اختفت لكن اختفاء الصراع لا يعني ان الجسد أصبح فاعلا. «*» مدير معهد الدراسات العربية بالقاهرة