الإنسان أولا

Abstract

رأي المدينة عندما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال لقائه مع مجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات للدراسات العليا في جامعات واشنطن في عدد من التخصصات الطبية والعلمية إنه أمر بوقف التنقيب عن البترول لتركه للأجيال المقبلة أوضح في كلمات بسيطة رؤيته التي تجعل الإنسان على رأس أولوياته حفظه الله، إضافة إلى رؤيته الإستراتيجية وبُعد نظره.ففي حين تتسابق الدول على استهلاك ثرواتها الباطنية رغبة في مزيد من الدخل رأى خادم الحرمين حفظه الله أن ما تنتجه المملكة من بترول الآن يكفي ويجب أن يبقى المزيد منه في باطن الأرض للأجيال المقبلة من أبناء وبنات المملكة.وهذا القرار يوضّح بجلاء المنهج الذي اتّبعه المليك في السعي للرقيّ بالإنسان السعودي ووضعه على رأس أولوياته وحمايته من تقلّبات الزمان ومن مخاطر فقد ثروات البلاد.ولعل من أكبر الدلائل على حرص خادم الحرمين على الاستثمار في الإنسان قراره بإنشاء كاوست التي تعنى بتخريج أجيال من العلماء وأيضا توسيعه للابتعاث لحرصه على الرقيّ بأبناء المملكة في جميع الميادين العلمية والعملية وقد حرص حفظه الله خلال لقائه معهم على تذكيرهم بالمستقبل الزاهر الذي تنتظره بلادهم وأيضا طالبهم بأن يكونوا سفراء لبلادهم بالسمعة الطيبة لفرط حرصه حفظه الله على صورة الإنسان السعودي في مختلف دول العالم.قيادة حكيمة كهذه لابد أن تدفع الشعب للالتفاف حول حلمها ببناء الإنسان السعودي على أكمل وجه وشدّ السواعد للصعود بهذا الوطن إلى صرح الدول المتقدمة التي تسير المملكة نحوها بخطى ثابتة.وفيما نرى دول العالم تتسابق على تحقيق المرابح المادية لتحسين اقتصادها، نرى المملكة تقطع الخطى بهمّة لتحقيق المرابح على المستوى الإنساني ولو كان على حساب وقف التنقيب عن أهمّ مورد اقتصادي للبلاد حرصا على أجيال قادمة في دلالة على عظم حجم المسؤولية التي انبرى خادم الحرمين حفظه الله لحملها، فهو لا يفكر فقط في شعبه الآن بل في عشرات الأجيال المقبلة، ولا ينظر لتحقيق مكاسب قصيرة المدى بل يملك رؤية حكيمة واسعة ستمضي بالبلاد قدما إلى الأمام.