قلائد الشرف

Abstract

إن مما امتن به الله تعالى على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ان جعل رفادة وضيافة حجاج بيت الله تعالى تحت جناح المسؤوليات الملقاة على عاتقهم فالحج ركن من أركان الدين الإسلامي جعلت تذليل صعابه مهمة يكرم بها حاملها منذ أزل الخليقة وكم تنافست قبائل مكة على اتمام الرفادة والضيافة والسقاية لحجاج بيت الله الحرام ليكون لسابق في ذلك وسام شرف الضيافة. واليوم تدور اهتمامات الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها في هذه البرهة الوجيزة من عمر الزمن حول أداء فريضة الحج، فبدأت جذوة الإيمان المتقدة في أفئدة المسلمين والتي يهزها جناح الشوق نحو الأراضي المقدسة تتجسم المسؤوليات وتتعاظم المهام مع تزايد اعداد الحجاج وتوافدهم نحو الأراضي السعودية، وتظل خدمة هؤلاء الحجاج هي قلائد الشرق التي علقت على عاتق جيد أبناء المملكة، فجعل لها هذا الشرف أصلاً راسخاً في الفضائل وفرعاً شامخاً في الإنجازات طاب عوده بالعطاء المتواصل واعتدل عوده بالجد الدائم فتفرعت اغصانها بالنماء المستمر وتهدلت ثمارها يانعة للقطاف بحسن الضيافة والرفادة، فأصبحت السعودية دوحة أمن وأمان وارفة الظل في جود وسخاء لكل من أقبل اليها ميمماً نحو البيت الحرام، فقد جندت المملكة العربية السعودية جل اهتمامها وكافة طاقاتها وعظيم إنجازاتها لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، فأضاء العمل الدؤوب ليل الديار المقدسة ليكون مثل نهارها حيث الخطى متسارعة في السير نحو توفير الأجواء الروحانية لحجاج بيت الله الحرام ليتمكنوا من أداء فريضتهم على أكمل وجه وأفضل حال، اذ ذللت كافة السبل من مشرق الدولة الى مغربها ومن شمالها إلى جنوبها، حيث أنشأت مدن الضيافة على ضفاف الطرق السريعة والمطارات الدولية والمساندة لها موفرة فيها كل ما يمكن توفيره من أجل تذليل الصعاب لحجاج بيت الله الحرام. وكعادتها في كل عام جندت الحكومة السعودية كافة قطاعاتها ووزاراتها لخدمة الحجاج وتوفير أفضل الخدمات لهم من الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجاج كل يسعى في مجال تخصصه لتوفير أفضل الخدمات والإنجازات، ويتم ذلك كله بمتابعة دقيقة ومباشرة من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين إذ جعل كل منهما أولى اهتماماته مجسدة في تذليل كافة الصعاب لحجاج بيت الله الحرام، وعلى إثر ذلك ارتفعت همة الانجاز السعودي في ضيافة الحاج واعتلى جناها الى عنان سماء متميزة تربعت في كبدها شمس الإخلاص المنبجسة من خلف اهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله حيث انسل شعاعها بالمتابعة الدؤوبة لتنشر دفء اشراقها على بسيطة الديار المقدسة في مكة المكرمة وطيبة الطيبة، فما كان من هذه الشمس من نقاب ولا حجاب يستر جهودها بل الإنجازات على قدم وساق متواصلة الشموخ والعلو والظهور من مطلع الى مجمع الغسق فألبست مكة والمدينة حلة النشاط وتواصل فيهما الليل بالنهار وأومض برق بذل الجهد فيهما وابتل هواء المدينتين المقدستين بندى الضيافة وعبير الرفادة، وانفتقت عن هذه الإنجازات مشاريع هامة كان من ابرزها توسعة الحرمين الشريفين وجسر الجمرات وتوسعة المسعى في بيت الله الحرام وادخال شبكة الاطفاء في مزدلفة وانشاء الهيئة العليا لتطوير المدينتين المقدستين لتكون المشاريع التطويرية بصورة دائمة وبما يليق بمكة المكرمة وطيبة الطيبة، حتى أصبحت المشاريع المتواصلة في مكة والمدينة ديدن الدولة السعودية في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف فصروحها انطوى من تحت اساسها صدق واخلاص واتقان في بذل الجهد والمال والخطط والتخطيط من أجل رسالتها العظيمة في خدمة الحاج والمعتمر، وكل ذلك لا يبتغى من خلف بزوغه وظهوره على بصائر الناس جزاءً ولا شكورا، إنما هي همة ترتفع بأصحابها الى مراتب العلو والأجر كل حسب ما ابتغى ونوى سواءً بسواء ممن ظهر من المجتهدين في خدمة زوار بيت الله الحرام على الساحة وعرف او كان من المنجزين من خلف كواليس العطاء والذين لا يعلم عن إنجازاتهم سوى الله عز وجل فالعمل الصادق والنية الصالحة تعلو بأصحابها نحو القمم فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يحب اذا عمل احدكم عملا أن يتقنه) فان كان الحجاج في ركن الإسلام الأعظم متعبدين لله تعالى، فاتقان الضيافة لحجاج بيت الله الحرام ورفادتهم وسقايتهم عبادة يتقرب بها المنجزون لها الى ربهم جل وعلا، فهنيئا للسعودية والسعوديين بهذا الوسام فهذه هي سحائب الشرف التي تعلو على سماء دولتنا بسواعد منجزة ونيات مخلصة جعل الله أعمالنا جميعا من رأس الهرم الى قاعدته خالصة لوجه الله تعالى انه سميع مجيب. @ مدير الدفاع المدني