السعودية .. نصيرة التقدم والسلام
الخلاصة
مَن يتابع مجريات الأحداث على الساحتين العربية والدولية لا يفوته حجم حضور الدبلوماسية السعودية واحتلاله مكانته في الصدارة من مجمل الاتصالات والمبادرات السياسية الساعية إلى خدمة الأمن والسلام في المنطقة وتعزيز عمليات البناء والتنمية لما فيه صالح الشعوب والأمة. فعلى مدى الأشهر الماضية رادت السعودية بمبادرة حكيمة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مساعي مكثفة لوقف الفلتان الأمني والعنف والتوترات الغرائزية في كل من لبنان والعراق وفلسطين. لقد ألقت الدبلوماسية السعودية بثقلها في مأزرة سديدة للشقيقة لبنان أثناء تعرضها للهجمة الإسرائيلية الشرسة واعتدائها السافر على البنية التحتية لقرى ومدن لبنان وتكبيده خسائر بشرية بين ضحايا وجرحى ومشردين، فعلاوة على المساندة المالية التي تجاوزت المليار ريال وشحنات الأغذية والأدوية والمواد الضرورية المختلفة كانت في حالة استنفار يومي للجم العدوان في اتصال دائم مع مختلف القوى الدولية الفاعلة إلى أن فعلا استطاعت الدفع باتجاه استصدار قرار لوقف النار.. وظلت تعالج آثار التداعيات التي أعقبت الحرب، خصوصا حالة الاعتصام السارية المفعول فاتحة قنوات دبلوماسية مستمرة مع الدول المعنية الإقليمية ذات التأثير في مجريات الاحتقان اللبناني الداخلي فنشطت اتصالاتها مع كل من إيران وسورية ومع الفرقاء اللبنانيين ومع الجامعة العربية وهي الآن تكاد تنجز مهمة اتفاق وتوافق بين الأفرقاء اللبنانيين وتعيد للبنان حضوره الفاعل لبناء تنميته واقتصاده والوقوف مع منظومة أشقائه العرب. وفي الأزمة العراقية، لم تتأخر الحكومة السعودية عن مناشدة جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية عن الكف عن دعم الاقتتال والعمل على إيقاف نزيف الدماء والدمار والأعمال الإرهابية، وكانت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لكل القادة والعلماء العراقيين للاجتماع في مكة المكرمة، تتويجا لمساع حثيثة مع مختلف القوى الدولية ومع كل المحافل والهيئات والمنظمات الإنسانية، وقد أسفرت الدعوة فعلا عن اجتماع القادة والعلماء العراقيين وتوقيعهم وثيقة مكة لحقن الدم ونبذ الفرقة الطائفية والمذهبية والسير في طريق السلام والأمن، وإذا كانت وثيقة مكة ـ العراقية لم تجد طريقها إلى التنفيذ الكامل فثمة متابعة سعودية ما زالت فاعلة عبر العديد من المساعي والاتصالات لإخراج العراق الشقيق من محنته بما يحفظ له أمنه وتنميته ووحدة أراضيه. كذلك نشطت مساعي السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله إلى إقناع القادة الفلسطينيين، خصوصا الطرفين الأشد تنازعا، وهما منظمتي فتح وحماس، وقد نجحت الدبلوماسية السعودية في جمع القادة الفلسطينيين في لقاء تاريخي في مكة المكرمة استغرق عدة أيام انتهى إلى اتفاق بين فتح وحماس وبقية الفصائل لتكوين حكومة وحدة وطنية فلسطينية يرأس وزرائها إسماعيل هنية من حماس فيما يظل محمود عباس (أبو مازن) رئيسا للسلطة الفلسطينية، وهكذا خرج الفلسطينيون من أخطر وأقسى محنة واجهتهم في تاريخهم الحديث كادت تفجر حربا أهلية، غير أن سداد القيادة السعودية ودبلوماسيتها المسؤولة الغيورة على مصالح العرب والمسلمين حققت إنجازها في إعادة الأمور إلى نصابها. هذه المبادرات السعودية الثلاث لا تمثل دورا نوعيا سعوديا له ثقله السياسي على الصعيدين العربي والعالمي فحسب، وإنما هي تتجاوز السياسي إلى جوهر أداء القيادة السعودية الذي ينطلق من مبادئ الإسلام العظيم وتعاليمه الراسخة الداعية أبدا إلى عمارة هذه الأرض بالخير والطمأنينة والسكينة.. وإذا كانت السياسة لها وجهها المباشر المرئي المسموع فما ذاك إلا لأن ثمة منطلقا أساسيا ومصدرا وحيدا ومنبعا قدسيا بذاته تجري منها وإليها وتقاس التحركات والمساعي والاتصالات نسبة لها وهي مرتكزات المعتقد الإسلامي الذي جاء للناس مودة ورحمة ودعا إلى السلام والمحبة وإلى أن يحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه وإلى العدل والحق والخير والصلاح .. وهي كلها مقومات روحية تذكي وتشعل كل مسعى سواء على مستوى الأفراد والشعوب أو الحكومات لجعل هذه الحياة رغيدة آمنة مستقرة، الأمر الذي استهدفته السعودية طوال تاريخها لها ولغيرها من الأمم، وضرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتلك الأمثلة الرائعة وغيرها من المساعي الحميدة على أن هذا البلد الذي شرفه الله سبحانه وتعالى بالأماكن المقدسة ووحي السماء سيبقى بإذنه تعالى نصيرا أبديا للتقدم والسلام
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
631588النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4878الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - لبنان
تاريخ النشر
20070218الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
العراق
ايران
دار العلوم
سوريا
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران