عبدالله بن زايد واللغة التوافقية

Abstract

عبد الله بن زايد واللغة التوافقية محمد عبدالله الوعيل للشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات هذه الأيام سمات تختلف عنها عندما كان وزيراً للإعلام ، ولعل أبرز هذه السمات في شخصية هذا الرجل أنه عندما كان يحمل الحقيبة الإعلامية كان قريباً من الإعلاميين بل كان يحرص على التحدث معهم ومداعبتهم والوقوف على تفاصيل أعمالهم . أما اليوم ومن واقع حديثه أمس الاول فتغيرت مداعبات الرجل وحرص على ان يخرج الكلمة باحترافية ودبلوماسية تعلما من والده الشيخ زايد - رحمة الله عليه - وربما لو سألت الشيخ عبد الله عن أسماء بعض هؤلاء الإعلاميين لقام بسرد قائمة طويلة بسبب العلاقة المتينة بينهم وبين هذا الشاب الذي تحمل المسؤولية في وقت مبكر غير أنه أمس الأول كان رجلا آخر وهو يتحدث للصحفيين في أعقاب انتهاء مباحثات أعمال الدورة الـ (100) للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ممثلاً في وزراء الخارجية بوصفه رئيساً للاجتماع. فقد كان حذراً ومتميزاً في اختيار كلماته التي تنم عن وعيه السياسي نظراً للظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة .. ولم يخف الوزير الإماراتي وهو يتحدث بأن الاجتماعات تمت في وقت تمر فيه المنطقة بظروف غاية في الدقة والحساسية ولكنه عاد إلى لغته (الإعلامية) المعهودة مشيراً إلى أن الاجتماع كانت فيه لغة توافقية بين الجميع لا كما يثار إعلامياً وبالذات في الصوالين الإعلامية قبل وبعد كل مؤتمر. ولعل من ابرز الحقائق السياسية التي تتجلى في هذا الموقف الذي خرج به المجتمعون والذي يعكس المنطلقات الصحيحة والثابتة للموقف الخليجي، هي رؤية دول مجلس التعاون الخليجي التي عبر عنها وزراء الخارجية عندما أكدوا ان أمن واستقرار المنطقة مرهون بإيجاد حل عادل وشامل وقريب للنزاع العربي الإسرائيلي. هذه النظرة الخليجية كقضية الصراع العربي الإسرائيلي ، هي جزء من النظرة العربية لطبيعة هذا الصراع ، وللأُسس التي يجب أن ينطلق منها أي حل شامل ، وهي نظرة تبنتها القمة العربية في بيروت ، التي تبنت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وطرحتهــا كأساس لأي حــل عادل ، ليس للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل لكل نزاعات المنطقة ، انطلاقاً من أن مشكلة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هي (السبب) لما تشهده المنطقة من توتر واضطراب. قمة بيروت العربية أطلقت مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز ، باعتبارها إستراتيجيــة....