لماذا فشلت التجربة ؟!

Abstract

د. علي بن حسن التواتي لماذا فشلت التجربة ؟! في إطار ردود الأفعال على فوز الدكتور محمد يونس وبنك القرية الذي ابتكره بجائزة نوبل للسلام في الاقتصاد، كتبت أستاذة التاريخ في الأدب الأوربي بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتورة عائشة سعيد أبو الجدائل مقالة في جريدة (المدينة) نشرت أول أيام عيد الفطر المبارك تذكّر فيها بمقالة نشرت لي عن تجربة الدكتور يونس في ((عكاظ)) بتاريخ 2/4/ 1420هـ وهي المقالة التي كانت في وقتها من أقدم ما كتب عن التجربة في الصحافة العربية ولم أجد أقدم منها سوى مقالة لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز نشرت بجريدة الأهرام المصرية في 20 مارس 1996م بصفته رئيساً لبرنامج الخليج العربي لدعم مُنظمات الأُمم المُتحدة الإنمائية ورئيساً للمجلس العربي للطفولة والتنمية وهي منشورة حالياً على موقع الأمير على الإنترنت. والحقيقة أن حواراً نشأ بيني وبين الأستاذة الكبيرة منذ نشر تلك المقالة على صفحات ((عكاظ)) قبل أن تنقله الدكتورة إلى جريدة الإقتصادية ومن بعدها إلى جريدة (المدينة) لتجبرني على متابعتها (سامحها الله) من جريدة إلى جريدة وهي تعيد التأكيد في كل ما تكتب على أنني شككت في إمكانية نجاح البنك وبالذات في عالمنا العربي ولم أضع المبرر لذلك الشك؟ ولذلك هي تذكرني بعد مرور سبع سنوات على كتابتي لذلك المقال وبعد النجاح المنقطع النظير الذي توجته جائزة نوبل بما كتبته حينها وتتساءل، وحق لها التساؤل، عمّا إذا كنت ما أزال أشكك في الموضوع وإمكانية نجاحه بالذات في عالمنا العربي والإسلامي لأن لنا ظروفنا وخصوصيتنا؟ وتتساءل بإلحاح شديد وترجو أن تجد رداً مقنعاً: ما هي الخصوصية التي تعوق نجاح مشروع خيري؟ ولذلك أجد أن أستاذتنا الفاضلة قد وضعتني في موضع المتهم في رفض تلك التجربة المميزة رغم أن هذا لم يكن موقفي منها ولم يفهمه في الحقيقة أحد غيرها بالطريقة التي فهمته بها بل قصدت أن في هذه البلاد عوائق كانت ومازالت تمنع إمكانية استنساخ التجربة البنجالية وتطبيقها بكل ما فيها دون تعديل وتطوير حتى وإن فازت بعدد كبير من الجوائز العالمية قبل تتويجها بجائزة نوبل فيما يمكن أن أعتبره نجاحاً لتجربة ثرية ومبتكرة لعقلية مسلمة فذّة تستحق كل تقدير على جهودها. وكان الأولى بنا أن نسبق غيرنا من الأمم في تكريم الدكتور يونس بجائزة الملك فيصل وبغيرها من الجوائز الإسلامية بدلاً من انتظار جائزة....