رغبة متبادلة في الإنفتاح وتعزيز التعاون المشترك - زيارة المليك لتركيا .. تتوافق مع المصالح وتلبية احتياجات المنطقة

Abstract

جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تركيا ترجمة لسياسة المملكة في تنويع الشراكة مع دول العالم شرقا وغربا ، وتعد الزيارة الرسمية الأولى لملك سعودي، إذ أن زيارة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز إلى تركيا قبل نحو أربعين عاما كانت للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي. وستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين، لأنها سعت إلى التركيز على التعاون بشكله الحقيقي، وتعزيز علاقات المملكة مع دولة إقليمية كبرى هي تركيا تسعى بقوة للانفتاح على العالم العربي في إطار خطتها لتعزيز نموها الاقتصادي خصوصا أن تركيا تحتل موقعا استراتيجيا في العالم باعتبارها جسرا طبيعيا وحيويا يربط بين قارتي آسيا ودول الاتحاد السوفيتي وأوروبا مما يمنحها ميزة مهمة. وتعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتركيا تطبيقا ناجحا لنظرية الاعتماد المتبادل ودبلوماسية التنمية التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين في دعم علاقاته مع دول العالم ، واستكمالا للجولات الخارجية التي قام بها إلى دول العالم شرقا وغربا . فقد أفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بداية عهده بالقيام على رأس وفد رفيع المستوى بجولة آسيوية بدأها في الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة الموافق الثاني والعشرين من شهر يناير 2006 ، وانتهت في الثاني من شهر فبراير 2006، وشملت الصين والهند وهونج كونج وماليزيا وباكستان ، وأثمرت عن تحقيق نتائج إيجابية كبيرة على المستويات السياسية حيث أظهرت توافقاً في الرؤى بين المملكة وهذه الدول الآسيوية فيما يخص معظم الملفات الدولية الحساسة وعلى وجه الخصوص ملف الشرق الأوسط، وأثمرت عن توقيع اتفاقيات اقتصادية وصلت مبالغها إلى عدة مليارات من الدولارات وخاصة في المجال النفطي، كما ساهمت إلى حد كبير في انفتاح المملكة على البوابة الآسيوية رغبة من خادم الحرمين الشريفين بتوسيع رقعة العلاقات الدولية وتنويعها بعيداً عن أية وصاية أو تبعية. وجاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتركيا في الفترة من 8-10 أغسطس لتستهدف خدمة المصالح العربية من خلال تعميق التفاهم وتبادل الرؤى حول القضايا المثارة الآن وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، والوضع في العراق وتطورات الملف النووي الإيراني، والعلاقات بين المملكة....