الحج محفل عالمي

Abstract

الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته وأنزل القبول لمن يشاء في السموات والأرض وبيض وجوههم يوم العرض وصلى الله وسلم على سيد المرسلين. أما بعد: فلقد صدق ربكم يوم أن قال: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) نعم هذا هو المحفل العالمي والملتقى الإسلامي التاريخي الذي عجزت عنه كل القوى العالمية والمنظمات الغربية أن تجمع مؤيدها ومحبيها وعظمائها وأغنيائها وفقرائها حاكماً ومحكومين رئيساً ومرؤوسين في مكان واحد على صعيد واحد تحت لواء واحد. هذا المشهد العظيم يجسد للأمة بل وللعالم أن المسلمين على قلب واحد وأنهم مصطلحون مع أبناء عمومتهم من المسلمين في كل مكان مهما أن حاول أعداء الدين من الداخل أو الخارج تفريق الصفوف ومهما بنت تلك الحدود أسوارها الجغرافية بين المسلمين. هذه الملحمة العظيمة التي نراها اليوم لهي خير دليل على أن النصر لهذا الدين وأهله فإن من الواجب علينا أن نحقق هذا المعنى لتحقيق الأمن والإيمان والمحبة والمودة وخدمة بعضنا البعض والرفق بأنفسنا ثم بالحجيج فقد قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) نحن بحاجة إلى تحقيق معاني القرآن الكريم يوم أن نجتمع شعوباً وقبائل لنبني أواصر المحبة والعلاقات مع بعضنا البعض دون النظر إلى الهويات أو الجنسيات فقد قال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) لقد حق لهذه البلاد أن تفتخر حكاماً ومحكومين بهذا التشريف الرباني الذي تميزت به دون كل أهل الأرض. فنحن لا نملك إلا أن ندعو الله أن يحفظ حجاج بيت الله ثم أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين واخوانه وأعوانه ورجال الأمن الذين يسهرون ويسعون على راحة الحجيج خير الجزاء وأن يجعلهم في الأجر سواء.مرحباً ضيوف الرحمن وابشروا فإن الحج لا يأتيه إلا من وفقه الله له فأنتم قد اختاركم الله ليباهي بكم أهل السماء. ونحن نقول أرجو أن نباهي بكم أهل الأرض لنثبت للعالم كله أننا اليوم نستطيع أن نوحد العالم وأن نحقق الأمن والإيمان لدولنا ولشعوبنا المسلمة المستضعفة قال تعالى: (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)