من لنا بمثل عبدالله؟!!

Abstract

من لنا بمثل عبدالله !!علي يحيى الزهراني** في العالم الثالث.. الزعماء ثلاثة!!زعيم جاء على ظهر دبابة وزعيم أفرزته الصناديق المزوّرة، وزعيم يمثل (الأنموذج النادر) جاء من رحم الشعب!!** في عالمنا العربي.. (الزعماء اثنان لا ثالث لهما). زعيم تصفق عليه وزعيم تصفق له.** وشارعنا العربي يحقق معادلة النقائض!فالذين يهتفون لزعيم الأمة: (بالروح.. بالدم.. نفديك يا زعيم).. هم ذواتهم ممن لو أنهم خليّ بينهم وبينه لقذفوه بكعوب أحذيتهم بدلاً من ورود الصباح!!ولو ارتدت اصواتهم إلى دواخلهم لتحولت الهتافات إلى (لعنات)!! ذلك أن (قدسية) الزعيم هي مجرد حصاد ألسنة مكسورة ومقهورة!!** وتظل مشكلتنا أن من تقوده حماقته أو هو يقود حماقات الآخرين هم في النهاية من يشكل طابوراً سابعاً في شارعنا العربي يثيره ويستثيره متى أراد ويصوغ توجهاته كيفما أراد!!هؤلاء من يجيد قرع الطبول وهم أنفسهم من يرقص عليها!!اطلق (صيحة) (الروح والدم) وتجد الناس خلفك تهتف وتصفق!!تهتف لمن وتصفق لمن هم قد لا يدرون!!وكأن (الربع) كلهم قد تلبستهم (تعويذة) الريس: (هشتكنا وبشتكنا يا ريسنا)!!** ورغم كل (الهدير).. فإن الزعامات لا تصنعها المنابر ولا تخلقها الشعارات الجوفاء حتى ولو حولوا شوارع الوطن العربي إلى بحيرات من نعيق وملأوها بصورهم وتماثيلهم!!** الزعيم الحقيقي شيء آخر وتصنعه مقومات أخرى!! وهذا هو الفرق بين زعيم يستوقف التاريخ ويكتبه، وآخر يتجاوزه التاريخ ويقبره!!** وإذا أردت أن ترى زعيماً حقيقياً فلن تعرف (سيماه) عند من يحملون صوره على الأكتاف ولا عند أولئك الذين يرخون رؤوسهم من الإرجاف!!تلمحه على الوجوه وتحسسه في القلوب، هنا يسكن الحب الحقيقي وهنا سر عظمة كل زعيم!!** وعبدالله بن عبدالعزيز استوقف التاريخ واستكتبه وصنع على صدر صفحاته ملامح الزعامة الأنموذج!!هذه الزعامة لم تصنعها المنابر ولا الشعارات ولا الانجازات ولا لغة الأرقام مع أن (منجزه) مفخرة لكل وطن وملك!!غير أن زعامة عبدالله بن عبدالعزيز تكمن في أشياء أخرى غير ذلك!!أتدرون ما هي إنها سجاياه!!(وضوح وصدق وشفافية وحس وطني وإنساني رفيع).. بالله عليكم ماذا بقي غير هذا يحتاجه ملك حتى يسكن قلوب رعيته !!** يقولون بعض الشخصيات الشفافة تكاد ترى بياض قلوبها على سحنات وجوهها.. .. وعبدالله بن عبدالعزيز واحد من تلك الشخصيات!!** ولا زلت اتذكر مقولة أحد المثقفين العرب في أحد الملتقيات....