تحسين المستوى المعيشي للمواطنين

Abstract

تحسين المستوى المعيشي للمواطنين محمد علي الهرفي* والطمع هنا مشروع بكل المقاييس، فأن يطمع الشعب في حاكمه فهذا دليل على محبة الشعب لهذا الملك، كما أنه دليل في الوقت نفسه على تبادل مشاعر المحبة بين الشعب وحاكمه.. والطمع هنا دليل على أن المطموع فيه قادر على تحقيق مطالب من وضعوا فيه آمالهم مهما كانت هذه الآمال. جلالة الملك أصدر مرسوماً بتخفيض قيمة البنزين والديزل بنسبة لا بأس بها، وهذه النسبة ستكون عاملاً في زيادة دخل المواطن، هذا الدخل الذي بدأ يتناقص منذ مدة طويلة ولا يزال وبطرق متنوعة. جلالته كان قد أمر بزيادة رواتب الموظفين قبل بضعة أشهر، وكانت تلك الزيادة بادرة خير على أبناء الوطن ولا سيما إذا عرفنا أن رواتبهم كانت مستقرة على حالها منذ أكثر من ثلاثين عاماً رغم الزيادات الكثيرة في كل متطلبات الحياة. أعود إلى نقطة البداية لأقول: إن المواطنين سيكونون سعداء بهذا القرار ولكنهم يطمعون في زيادة سعادتهم ولاسيما أنهم ينظرون إلى قائدهم وكأنه أب لكل واحد منهم. أسعار الغاز في بلادنا عالية الثمن بصورة غير معقولة، ولا تتفق هذه الأسعار مع إمكانية بلادنا الهائلة وكونها من أكبر الدول المنتجة للبترول والغاز، وكون أسعار البترول وصلت إلى حدود مرتفعة والكل يرى أنها أكثر من الحدود المعقولة. كنت أعجب كثيراً عندما عرفت أن سعر برميل الغاز في مصر يساوي ثلاثة ريالات تقريباً بينما هو في بلادنا يباع بخمسة عشر ريالاً أي بخمسة أضعاف قيمته في مصر. أليست هذه مفارقة عجيبة؟ دولة فقيرة في إنتاجها البترولي ومع هذا فأسعارها تقل عن أسعارنا ونحن من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم؟ إن هذه الأسعار الباهظة بحاجة إلى مراجعة سريعة، والأمل كله معقود على جلالة الملك. تحسين المستوى المعيشي للمواطنين كما جاء في بيان الديوان الملكي مطلب عادل وملح، وتخفيض الأسعار جزء مهم في تحسين المستوى المعيشي لكل مواطن، وقيادتنا مهتمة بهذه المسألة ومن هنا فإن هناك بعض القضايا الملحة التي يتطلع المواطنون لتحقيقها. كثير من شبابنا لا يملكون القدرة على شراء منازل، بل إن غالبيتهم لا يملكون القدرة على استئجار منازل يبنون فيها أسرهم، ويبدؤون فيها حياتهم الأسرية كي يستقروا ويساهموا في بناء مجتمعهم. بلادنا واسعة المساحة، وإمكانياتها - والحمد لله - جيدة، والأمل أن يعطى كل شاب قطعة أرض مناسبة ويعطى كذلك مبلغاً من المال يمكنه من....