فارسات سعوديات يخرجن من رحم الاسطورة إلى سباقات القفز والتحدي

Abstract

الأسطورة التي سكنت مخيلة الكثير من الفتيات في امتطاء الحصان الأبيض برفقة فارس الأحلام تعبر مسافة زمن تمكنت فيها علياء الحويطي ونورا فلمبان الفارستان السعوديتان من تحقيق حلم الفروسية دون الحاجة لانتظار عودة الفارس، وبين الحلم والحقيقة خطوة واحدة استطاعت كل منهما تخطيها ألا وهي الإرادة والقدرة على تحويل الحلم لواقع ملموس ولتمسي كل منهما فارسة تمتطي الخيل ليس لمجرد التظاهر والمفاخرة بقدر ما هي محاولة لتأكيد الوجود النسائي على الساحة الرياضية وبحسب تعبير علياء «ركوب الخيل من العادات الأصيلة في الثقافة الإسلامية». سباق تحدي القدرة التأهيلي لكأس ملك البحرين الذي شاركت فيه السعوديتان علياء الحويطي ونورا فلمبان ضمن 75 فارسا والذي بلغت مسافته 85 كلم اجتازتها الفارستان لتكونا ضمن الفارسات والفرسان المؤهلين لخوض سباق القدرة على كأس ملك البحرين والذي سيقام في شهر ابريل القادم في مملكة البحرين بمشاركة فرسان وفارسات من دول مجلس التعاون الخليجي. وبحسب ما ذكرت علياء لـ«الشرق الأوسط» فقد وقع الاختيار عليها وزميلتها نورا للمشاركة في المسابقة التأهيلية لكأس الملك في سباق تحدي القدرة الذي يعد من أقوى سباقات الخيل وكانتا الفارستين الوحيدتين ضمن 75 فارسا من الكويت والبحرين وقطر. تأكيد الوجود النسائي في المضمار الرياضي والذي يسانده لحد كبير ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود لنادي الفروسية، كما أوضحت الحويطي «للحكومة دور كبير في مساندة المرأة لدخول عالم الفروسية خاصة وأنها استطاعت أن تثبت قدرتها في ذلك من خلال المشاركة في بعض المسابقات الدولية مثل قدرة التحدي بدبي ومسابقة البحرين للقفز»، إلا أن قلة الإقبال عند النساء تعود لعدم وجود التحفيز والتشجيع للمشاركة في بطولات. وبحسب تعبير علياء «قلة مشاركة المرأة في المسابقات الدولية ترجع لعدم وجود مسابقات على مستوى الأندية الموجودة في المملكة»، وأضافت الحويطي «أيضا عدم تمكن الفارسة السعودية من الظهور الإعلامي الذي يسلط الضوء على تواجدها في المحافل الدولية يعد من العوائق التي تقف في تأكيد هذا التواجد النسائي». بين سباقات تحدي القدرة ومسابقات القفز التي تقام بين الحين والآخر والتي يعتبرها البعض تتناسب مع الخصائص الأنثوية للمرأة يبرز التحدي الأكبر في مواجهة العادات والتقاليد التي تطل بوجهها القبيح والتي تقف حجر عثرة وتعتبر سببا حقيقيا يقف وراء قلة الإقبال على رياضة الفروسية كما أشارت لذلك علياء، في الوقت الذي كانت تتمتع فيه المرأة المسلمة في السابق بركوب الخيل الذي يدخل ضمن عادات وتقاليد البادية، إلا أن القليل من التشجيع والتحفيز قد يحرك المياه الراكدة من خلال المؤسسات الرياضية التي تحمل على عاتقها الارتقاء بمستوى الفروسية وتكوين جيل من الفارسات المؤهلات للمشاركة في المسابقات الدولية وبحسب تعبير علياء «تبني الاتحاد السعودي للفارسات الموجودات في الساحة من خلال المشاركة في المسابقات الدولية سيفتح المجال واسعا لتكوين قاعدة جيدة من الفارسات مستقبلا». العلاقة بين الحصان والفارس والتي تعتبر اقرب المخلوقات للإنسان والأكثر فهما له، من خلال لغة العيون التي تستطيع الخيل قراءتها والرد عليها عبر حركات إيمائية تعني المشاركة لحالة الفارس، وبين الخطرات التي تعبر عن الفرح تظل الإهانة التي قد يتعرض لها الخيل حبيسة الذاكرة وبحسب تعبير الحويطي «من الممكن أن يردها»، وبين الأنواع الكثيرة للخيول يطل الخيل العربية والذي يعد كما قالت الحويطي «تستهويني الخيل العربية بدلالها وغرورها، لأنه لديها جمال غير طبيعي عندما تركض أو تقف, وتختلف عن غيرها بالكبرياء والحنان»، في الوقت الذي تتقاطع فيه صفات الخيل مع البشر تبرز المعادلة البسيطة لمواصفات الخيل الجيدة والتي تحكمها شخصية وضبط وجسم الحصان كما أشارت لذلك الحويطي. وبين اعتقاد البعض التام أن هذا النوع من الرياضة حكر على الرجال فقط تطل أسماء كثير ممن استهوتهن هذه الرياضة على مستوى التمثيل في المحافل الرياضية من أمثال ريم مطبقاني التي تعد أول فارسة قفز على مستوى المملكة والتي تسنت لها المشاركة في مسابقات خارجية إلى جانب نورا فلمبان التي شاركت مؤخرا في مسابقة البحرين التأهيلية لتحدي القدرة والتي حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بها إلا أنها لم تجب بجانب الفارسة علياء الحويطي والتي تعتبر أول سعودية شاركت في سباق القدرة بدبي والذي يعتبر من أصعب السباقات واستطاعت أن تحصد فيه المركز السابع ضمن 96 فارس وفارسة إلى جانب مشاركاتها في عدة مسابقات خارجية منها ماراثونات طنيب 1و2 و3، وماراثون النادي الريفي الأردني، وبحسب ما ذكرت «جميع هذه المشاركات كانت مبادرات شخصية مني». &