تكافل المجتمع

Abstract

تكافل المجتمع رأي المدينةالتجارة مهنة نبيلة يجب أن تُمارس في إطار من الأبعاد العقدية والأخلاقية والإنسانية التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا المجتمعية، أما العطف على الفقراء فهو مبدأ إسلامي راسخ رغب فيه ديننا الحنيف.كثيرة هي التجاوزات التجارية التي يرتكبها البعض في حق المستهلكين والتي نسمع عنها بين الحين والآخر ، لكن أكثر تلك التجاوزات وطأة المغالاة في الربح، وهي عادة دأب عليها البعض في حق المستهلكين الذين يشكل الفقراء والمحتاجون والمتعففون نسبة كبيرة منهم.لذا فعندما يدعو خادم الحرمين الشريفين رجال وسيدات الأعمال من السعوديين والقطريين في اجتماعه بهم – حفظه الله – أمس الأول إلى العطف على الفقراء حتى لو كان ذلك على حساب بعض أرباحهم مؤكدًا لهم أن هذا العطف يمثل ثوابًا لهم في الآخرة، فإنه إنما يؤكد على أخلاقيات هذه المهنة من واقع عقيدتنا السمحة، كما يؤكد حفظه الله حرصه على الفقراء وشعوره بما يواجهون من ضيق عيش يحتاج إلى تضافر عدة جهود من بينها جهود التجار للتخفيف عنهم.كما أن هذه الدعوة توضح أيضا شعور خادم الحرمين بضرورة التكافل بين الأفراد حيث يكون الود والتراحم هو المعيار للعلاقة بين مختلف الأطراف لا الربح والخسارة.هذه الدعوة الصادقة الصادرة من لدن المليك المفدى هي بمثابة رسالة أخلاقية وإنسانية تحمل في طياتها حرص خادم الحرمين الشريفين على ترسيخ مبدأ التكافل ليس فقط في المجتمع السعودي وإنما في سائر المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية لا سيما بما حملته من نصيحة لرجال ونساء الأعمال السعوديين والقطريين لزيارة البلاد الإسلامية لما لهذه الزيارات من مكتسبات وأجر حتى لو كان فيها قدر من الخسارة التي يمكن احتمالها. فهذا المعنى السامي في تفقد أحوال فقراء المسلمين والعطف عليهم هو غاية نبيلة حثت عليها تلك الدعوة التي أطلقها ملك الإنسانية والتي ينبغي لكل تاجر يخاف الله ويبتغي أجره أن يسير على هديها.