مغزى اليوم الوطني

Abstract

مغزى اليوم الوطنيفراج العقلا - الرياض تتجدد في كل عام ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة، ويستعيد الناس فيه احتفالات هذه الذكرى عبر الكثير من أدوات التعبير ووسائل الاحتفال، لا سيما في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، إذ تسيل الكثير من التهاني والتبريكات بهذا اليوم المجيد. وفي العادة لا ينتبه كثيرون إلى أن ذكرى اليوم الوطني ليست مجرد ذكرى عابرة لرفع الأعلام المجيدة فحسب، وإنما هي ذكرى تنطوي على دلالات ومعانٍ أخرى تحتاج منا إلى استعادة وإعادة تأمل في مغزاها، وحيثياتها المتصلة بالكثير من جوانب حياتنا، التي يجري التعبير عنها دوماً في التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية باستمرار، إن أولى دلالات هذه الذكرى التي يجب أن نستعيدها باستمرار تكمن في وحدة هذه البلاد منذ اللحظة التأسيسية التي وضع فيها، المغفور له، جلالة الملك الموحد لبنة هذا الوطن الذي أراده أن يكون موحداً، ومن خلال هذه الوحدة تجلت الكثير من السمات والتعبيرات التي أرادها الملك ووضع لها المسار الصحيح. ففي هذه الأزمنة التي تشهد فيها بعض الدول من حولنا بوادر انقسامات لوحدتها، إنما نشأت فيها تلك البوادر بسبب الكثير من السلبيات والمعالجات حيال وحدتها الحقيقية، ومن أهم أسباب الوحدة الحقيقية التي غابت عن بعض الكيانات والدول من حولنا: التنمية المتوازنة التي تغطي أنحاء الوطن كافة، بحيث تجد الوحدة معناها في التنمية المستدامة والمتوازنة لأبناء الشعب كافة، ولهذا فقد كانت من علامات وحدة هذه البلاد تلك النهضة الشاملة التي تواصلت باستمرار، ابتداء من عهد الملك المؤسس ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ازدهر عهده بالكثير من مشاريع التنمية المتقدمة، وهي مشاريع حرصت فيها القيادة الرشيدة على ضمان أسباب نجاحاتها التنموية كافة لتنعكس كأثر حقيقي من آثار الوحدة، فبلادنا الكبيرة والمترامية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن شرق الخليج إلى غرب البحر، لا تزال تمتاز بهذه النعمة العظيمة، نعمة الوحدة التي هي من أهم العلامات التي يتجدد معها كل عام مغزى اليوم الوطني. ومن أهم علامات ومغازي اليوم الوطني كذلك هذا الاستمرار المبارك لوحدة القيادة الوطنية، التي ظلت باستمرار تشهد ترسيخاً أعمق في قلوب شعبنا الكريم، والتفافاً حقيقياً حولها، لأن تأسيس هذه القيادة لم يكن فقط مجرد تأسيس مثله....