ميزانية 2011 شهدت رصد 150 مليونا للمشروع لكنها لم تصرف ..حائل : طريق الملك عبدالعزيز شريان معطوب ينتظر قسطرة المالية

Abstract

يجلس أبو حمد على رصيف الشارع الرئيس في وسط حائل، ملتحفا بعباءة شتوية يرقب زحام السيارات التي تمر أمامه، وبعد برهة يتنهد وهو يتمتم بكلمات معدودة وبصوت خافت. سألته حيث كنت أنتظر انتهاء عامل محل مفاتيح مجاور عن هذه التنهيدة، فقال إنه بسبب هذا الطريق الذي نسمع عن مشروع توسعته منذ ست سنوات. محل أبو حمد قديم والعمارة التي تؤويه قديمة أيضا، ويقول إن تأخير تنفيذ المشروع عطل كثير من مخططاته ''لا أدري هل أبني عمارة جديدة، أم أن المشروع سيبدأ ويتم تثمين الموقع، أو حتى هل يتم المشروع''، والاحتمال الثالث أفضل لديه بعد مرور هذه السنوات. والطريق الذي يبلغ طوله نحو ثمانية كيلو مترات، يعد الشريان الرئيس لمدينة حائل حيث يخترقها من الناحية الشرقية (طريق القصيم)، قبل أن ينحرف شمالا بعد تقاطعه مع وادي الأديرع الشهير. وخلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المنطقة في 2006 عرض المشروع على أن يكون بعرض 60 مترا، لكن الملك وجه آنذاك بتوسعة المشروع ليكون بعرض 100 متر لإتاحة الفرصة للمدينة للتوسع. ويعول الأهالي ومسؤولو المنطقة على المشروع الشيء الكثير، ففضلا عن أنه سيوسع شريان المدينة ويسهم في استيعاب الحركة المرورية المتوقعة في المنطقة خلال السنوات المقبلة، فإنه فرصة لإعادة تشكيل المدينة بحيث تتواكب مع التطورات المقبلة خاصة في البنية التحتية، حيث سيتيح المشروع مواءمة هذه البنية مع أحدث التقنيات العالمية، فضلا عن إمكانية جذبه لاستثمارات عقارية كبيرة، وأسواق وغيرها. بيد أن كل هذه الآمال تصطدم بواقع الخال وتأخر اللجان المشكلة في حل قضية الطريق. وتقول مصادر ذات اطلاع على الموضوع، إن خلافا نشب بين لجان التقدير ووزارة المالية حول تثمين سعر المتر المربع في المشروع. وهنا يقول عبد الله الجنيدي – عقاري – إنه مهما كان الخلاف فيجب ألا يوقف المشروع، مبينا ''تعطيل المشروع عطل مشاريع أخرى، وأربك المستثمرين وملاك العقارات، وتسبب في خسائر لهم على مدى السنوات الست الماضية''. ويتفق آخرون مع رأي الجنيدي، حيث يرون أهمية الإعلان الواضح وتحديد موعد زمني للتنفيذ لأنه يمس شرائح كثيرة من المجتمع''. وتشير بعض المصادر إلى أن الخلاف وقع بين وزارة المالية واللجنة المكلفة بتقدير تعويضات الأملاك التي تقع على الطريق والتي تتكون من إمارة المنطقة، الأمانة، ومقيمين عقاريين من الغرفة التجارية الصناعية في حائل، حيث قدرت اللجنة سعر المتر بنحو 19 ألف ريال، في حين ترفض الوزارة ذلك على اعتبار أنها قيمة مبالغ فيها، وسط أنباء عن تحديد سقف لا يتجاوز 13 ألف ريال لهذه التقديرات. ومما يؤيد وجود الخلافات – بحسب المصادر – عدم رصد أي مبالغ للمشروع هذا العام (2012) في الوقت الذي رصد له في الميزانية الماضية 2011 نحو 150 مليون ريال لكنها لم تصرف لتعثر المشروع. وتقول مصادر عقارية إن المشروع يمكن أن يواجه عقبات أخرى خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأراضي بشكل عام وهو ما قد يدفع الملاك إلى رفض التسعير الجديد في حال إقراره على اعتبار أنه يعكس فترة سابقة وليس حالية''. وتبدأ توسعة طريق الملك عبد العزيز مع الضلع الشرقي للطريق الدائري بطول تقريبي 12 كيلو مترا وعرض 60 مترا على الأقل وقابل للزيادة عند الحاجة إلى ذلك تخطيطياً مثل التقاطعات، والمنعطفات، ومواقف السيارات، والساحات العامة، والحدائق. ويهدف المشروع أيضاً إلى تطوير الطريق وما حوله ورفع مستواه لأفضل مايمكن مع عمل الحلول المرورية لكامل الطريق وكل مايتصل به ويتقاطع معه، وربطه مرورياً بأحياء المدينة بواسطة حلول عالية المستوى. وتأتي التوسعة لإخراج الطريق كشريان رئيس لمدينة حائل له شخصيته وروحه الخاصة. وتنطلق خطة التطوير من عدة محاور رئيسة للتنمية تشمل: خطة التطوير، والحركة المرورية للطريق، وخطة للنقل العام، ووضع معايير كفيلة بتحقيق التكامل بين استعمالات الأراضي والأنشطة الحضرية المختلفة، إضافة إلى التطوير العمراني لجانبي الطريق، بما يعكس الطابع والهوية الشخصية المميزة للمدينة.