إزالة «الفساد» من «الاقتصاد»
التاريخ
2010-05-14التاريخ الهجرى
14310530الخلاصة
على رغم عظم وضخامة الإنجازات الاقتصادية التي حقتتها بلادنا خلال ربع القرن الماضي، إلا أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي صدر (الأحد) الماضي والقاضي بإحالة المتهمين في قضية فاجعة سيول جدة، إلى هيئة الرقابة والتحقيق والادعاء العام يعتبر أهم إنجازات الاقتصاد السعودي في ربع القرن الماضي، بل لعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن هذا القرار هو أعظم قرار سياسي، اقتصادي، اجتماعي، ووطني يصدر خلال السنوات الأخيرة. وفي عهد رجل الإصلاح الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولو أردنا تتبع الإنجازات السعودية منذ عشرة أعوام مثلاً، لوجدنا في الجعبة الكثير، ولواجهنا صعوبة في العد والحد، ولكن نذكر ولا ترتيب إنشاء هيئة السياحة، هيئة الاستثمار، هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، هيئة الغذاء والدواء، كما نتذكر قرار إنشاء هيئة سوق المال، وزيادة عدد الجامعات إلى 27 جامعة بعد أن كانت لا تتجاوز السبع لعدد طويل من السنين، وزيارة خادم الحرمين للفقراء في الشميسي، وليس انتهاءً بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية بعد مفاوضات ماراثونية استمرت 11 عاماً تقريباً. ولا يمكن لمنصف إلا أن يشير بكلمة المائل بلا تردد لبرنامج خادم الحرمين للابتعاث، وما من شك أن شمس الجامعات أو «كاوست» هي إحدى أعظم ما يطمح إليه شعب يتوق إلى التطور والاستثمار العلمي في عقول أبناء الوطن، وانتهاءً بقرار إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. وما أوردته على سبيل الذكر لا الحصر، إلا أنني أراهن على حيرتي وحيرة القراء مثلي، فيما لو سئلنا عن تعداد أو ترتيب هذه المشاريع بحسب الأهمية للوطن والمواطن والاقتصاد. ومصدر الحيرة أن كل هذه المنجزات وغيرها حيوية ومهمة للاقتصاد والتنمية، ويختلف ترتيب الشخص لها بحسب الزاوية التي ينظر منها. فالأكاديمي لن يرى شيئاً يعدل «كاوست» وغيرها من الجامعات. والاقتصادي ربما نظر إلى علاج الفقر وإنشاء الهيئات بأهمية تفوق غيرها. ومتخصصو الأسهم والعقار ربما قدموا هيئات «الإسكان» و«المال» على ما سواهما. فيما سينظر السياسي لأهمية الاستقرار والتوطين التي تصحب مثل تلك المشاريع. ولأن قرار (الأحد) المشار إليه صدر في وقته المناسب، وأسسّ لمرحلة جديدة لجز رؤوس الفساد والمفسدين، بإحالة المتهمين إلى الجهات القضائية المختصة، وإدراج جرائم الفساد المالي والإداري ضمن الجرائم التي لا يشملها العفو، فإن هذا القرار الذي استقبله الجميع بالبشائر والترحاب يعتبر من وجهة النظر الاقتصادية أهم قرار صدر منذ ربع قرن. والسبب البسيط لإعطاء هذا القرار هذه الأهمية، هو لأن كل المشاريع التي ذكرناها وتلك التي لم نذكرها لا يمكن أن تنجح وتؤتي ثمارها الطيبة، في ظل بيئة يعشعش فيها الفساد، وتقدم مصالح الأفراد والمتنفّذين فيها على مصلحة الوطن والمواطن. فالقرار جاء ليقول لهؤلاء، قفوا مكانكم، لا مكان لفسادكم في وطننا، وسنحاربكم بكل قوتنا، أرواح الناس وممتلكاتهم ليست مجالاً للتلاعب والإفساد. ولا ننسى أن نقول شكراً ثم شكراً ثم شكراً لقائد لواء الإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز. اقتصادي سعودي – بريطانيا www.rubbian.com
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
659041النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17206الموضوعات
الفساد الاداريالفساد المالي جرائم الاموال
الهيئات
هيئة اسواق المال - السعوديةهيئة الدواء والغذاء - السعودية
هيئة المساحة الجيولوجية - السعودية
تاريخ النشر
20100514الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية