علاقات وطيدة

Abstract

تتّسم العلاقات السعودية البحرينية بالعمق والرسوخ؛ كونها تضرب جذورها في أعماق التاريخ جيرةً ومصاهرةً ومصيرًا، ونظرًا لأنها ظلّت تقوم على أساس التواصل والود والتلاقي بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، اللذين يجمعهما جسر المحبة على أمل واحد، وهدف مشترك، وأيضًا للثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد جاءت زيارة عاهل البحرين أمس الأول، ولقاؤه بأخيه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين تأكيدًا على عمق تلك العلاقات، ومتانتها بما مثلته من ترجمة حقيقية لطبيعة وخصوصية العلاقات بين البلدين التي تتسم بتعدد محاورها ورحابة آفاقها. وقد اكتسبت الزيارة أهميتها كونها تطرّقت للعمل الخليجي المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما تحقق بهذا الشأن من دخول السوق الخليجية المشتركة حيّز التنفيذ مع بداية العام الجديد، وحيث تطرقت المباحثات إلى سبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين، وتعزيزها على كافة الصعد والمجالات.?التهاني التي رفعها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة النجاح الكبير لموسم حج هذا العام وإشادة جلالته بالدور الرائد للمملكة في خدمة قضايا مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز مسيرته المباركة، وترسيخ العلاقات الأخوية بين دوله وشعوبه الشقيقة، ونصرة القضايا العربية والإسلامية ، والدفاع عنها في مختلف المحافل، ودعم وتوحيد مسيرة العمل العربي المشترك، كل ذلك من شأنه أن يدفع المملكة إلى بذل المزيد من مساعيها، وجهودها في هذا المضمار حتى تكون دومًا وأبدًا عند حسن ظن الإخوة والأشقاء مظلة للتضامن الإسلامي، وعنوانًا للعمل العربي المشترك. لا شك أن مجيء الزيارة في الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة عكس اهتمام القيادتين السعودية والبحرانية بأوضاع عالمنا العربي، والإسلامي وضرورة استمرار التنسيق والتشاور حول تطورات تلك الأوضاع تحقيقًا لمصلحة الأمة من خلال تضافر الجهود لتذليل الصعاب التي تعترض مسيرتها نحو التقدم والرخاء والاستقرار.