حج مبرور وسعي مشكور على مدى الدهور

Abstract

أ.د. سامي سعيد حبيب الحمد لله على النجاحات الكثيرة التي شهدها موسم حج هذا العام 1431هـ الذي يقال: إنه كان الأكبر على مر التاريخ منذ حجة الوداع بقيادة خير البرية خير من وطأ صعيد عرفات وحج ولبى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من حيث تعداد الحجاج، وكان من بين أسباب نجاح موسم حج هذا العام بعد فضل الله وتوفيقه ثم التعبئة الكاملة للمملكة حكومة وشعبًا لخدمة الحج العديد من المستجدات التقنية كمثل استكمال منشأة الجمرات التي حولت تلك الشعيرة مما يشبه الكابوس المفزع منذ سنوات قريبة خلت حيث الازدحام الخانق والتدافع والوفيات الأمر الذي دعا بعض أعداء الأمة إلى نعت مكة المكرمة بمدينة الموت إلى تنظيم هو أليق بأداء الفريضة بأمن وطمأنينة وسكينة وسلاسة الأداء حتى لكبار السن والضعفاء والمرضى وذلك ورب الكعبة أخلق بالصورة الحضارية للأمة المسلمة لا سيما وأن أبصار العالم شاخصة للحج من خلال الفضائيات ترمق هذا التجمع الفريد ومستجداته، ومنها قطار المشاعر الذي بدا للمراقب عبر شاشات الفضائيات التي كان لها شرف نقل حراك الحجيج بادي الرأي وكأن المشهد منقولًا من إحدى دول العالم المتقدم تقنيًا، ومنها قنوات تصريف السيول التي جعلت من أمطار موسم هذا العام مصدر متعة للحاج وبشرى بقبول العمل الصالح بدلًا من مصدر للخوف من الغرق، بل وحتى فرحة الحجاج بساعة مكة المكرمة التي تبوأت في أنفسهم مكانة الارتباط برفع الأذان خمس مرات في اليوم والليلة تمامًا كما أخذت تتبوأ مكانة المرجعية الزمانية للعالم الإسلامي كله. فالله أكبر ولله الحمد.ومما يثلج الصدر كذلك تصريحات سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع اقتراب نهاية موسم حج هذا العام وكشف فيه عن أن التطويرات القادمة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة أكبر وأكثر وأن مكة المكرمة ستتحول بفضل الله إلى إحدى أجمل مدن العالم، وأن المخططات لتنفيذ ذلك في طور الرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لاعتمادها والبدء فيها، وهي مسيرة في خدمة الحج وبيت الله الحرام تثلج ولا ريب صدر كل مسلم خالط قلبه بشاشة الإيمان ومحبة وتعظيم البيت العتيق. وعلى الرغم من كل ذلك لم يخل حج هذا العام من بعض المنغصات وعلى رأسها ظاهرة الافتراش التي هي في حقيقتها مظهر من مظاهر تفاوت الاستطاعة المادية والتي يخشى أن تؤدي مع التقادم إلى....