معاهد الملك عبدالله لحوار الأديان
التاريخ
17-11-2008التاريخ الهجرى
14291119المؤلف
الخلاصة
فكرة حوار الأديان فكرة رائدة دعت إليها نصوص الشريعة فالله عز وجل يقول في شأن أهل الكتاب: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125)سورة النحل.. قد أثبتت السيرة العطرة لنبينا صلى الله عليه وسلم مواقف حوارية مع أهل الكتاب فحارو عليه السلام نصارى نجران ولا شك أن فكرة محاورة أهل الكتاب والأديان عموما حينما تنطلق من مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الخاتمة ويتبناها رجل نشأ على العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والفكر المعتدل أعني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - سوف تكون غايتها وأهدافها إعادة النظرة المعتدلة والمنصفة لدين الإسلام من قبل جميع دول العالم التي خرجت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بصورة سيئة وسوداء عن دين الإسلام بوصفه دين إرهاب وتدمير وتفجير وتطرف فكري، كما أن من أهدافها بيان سماحة هذا الدين العظيم وأنه دين سلام عالمي ودين رحمة عالمية ودين تسامح عالمي هذا ما جاءت به النصوص في الكتاب والسنة وهذا هدي سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام بعد أن أنزل الله عليه: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(256)سورة البقرة، فكان تعامله صلى الله صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب بأسمى معاني الرحمة والتسامح والخلق القرآني العظيم ليؤدي هذا الخلق إلى استجابة الكثيرين للحق طواعية وقناعة (بعبارة واحدة إذا كان دينكم يدعو لهذا فنشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله) فحواره صلى الله عليه وسلم أكد الدعوة إلى عبودية الله تعالى وحده لا شريك له وأكد وجوب الإيمان بجميع الرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما أكد احترام النفس البشرية وتحريم قتلها بغير حق ولو كانت نفسا غير مؤمنة ما لم تحارب الإسلام، بل أكد أن قتل النفس البشرية بغير حق يعدل قتل الناس جميعا وحرم ظلم الآخر وإن كان غير مسلم وحرم التعدي على الآخر وإن كان كافراً وأمر بالإحسان إلى الجار وإن كان غير مسلم. في تصوري أن هذا هو المراد تحقيقه والوصول إليه من مؤتمرات الحوار التي بدأت فكرتها من قيادة هذا الوطن خادم الحرمين الملك عبدالله أيده الله وسدده ومن هنا لا مجال لتأويلات غير منصفة وغير مبنية على حقائق علمية ولا مجال هنا للحكم على النوايا بأن هذه المؤتمرات يهدف منها التنازل عن ثوابت الدين فحاشا أن تهدف هذه القيادة بحال من الأحوال الهدف لشيء من ذلك وهو على يقين كبير أن دولتهم حرسها الله قائمة على ثوابت الدين وهم كذلك يتوارثون بعد بيعة كل واحد منهم معاهدة الله تعالى على الحكم بالكتاب والسنة. فكرة إنشاء معاهد عالمية في عواصم دول العالم تحمل اسم (معهد الملك عبدالله لحوار الأديان) وتقوم بتأصيل الغايات المشار إليها والأهداف السامية لهذا الدين كما تقوم بتأصيل أصول الحوار ويمكن السماح لمنسوبي جميع الأديان بالتسجيل للدراسة في هذه المعاهد لتؤصل للجميع الاحترام التام لجميع منسوبي الديانات الأخرى عملا بالنصوص من الكتاب والسنة أقول إنها فكرة رائدة سوف تسهم كثيراً في تعلم أجيال العالم سماحة هذا الدين ورحمته للعالمين وأخلاقه واحترامه للآخرين. إن من المناسب في نظري المبادرة بإنشاء هذه المعاهد وتكليف مؤسسة علمية كبيرة لتتولى الإشراف العلمي والثقافي وعقد الندوات المتتالية والمؤتمرات المتواصلة في هذا الشأن في تلكم المعاهد وأرشح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للإشراف عليها لمكانتها العالمية وسمعتها الحسنة في عهدها الجديد ودعم ولاة الأمر حفظهم الله لها، فقد كانت تحمل لقب الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس ولتبقى هذه الدولة هي الراعي العالمي للتسامح والمحافظة على النفس البشرية من الإرهاب والتطرف الفكري بأنواعه وأشكاله ومؤسساته. والله من وراء القصد.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
662227النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13199المؤلف
إبراهيم بن عبد الله المطلقتاريخ النشر
20081117الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية