إقرار الملك الذي غاب عن بيان مكة
التاريخ
2008-06-10التاريخ الهجرى
14290606المؤلف
الخلاصة
الآن، وقد اختتم المجتمعون حوارهم في مكة المكرمة، وأصدروا توصياتهم، وهم بكل تأكيد ليسوا من صغار العلماء في العالم الإسلامي، بل من كبارهم ونجومهم. الآن، انتهى الكلام، والأمة تنتظر منهم الأفعال. ولا أحد يمكن له الاختلاف مع ما دعا إليه البيان الختامي لمؤتمر مكة المكرمة، فكل ما جاء به هي مطالب قديمة إما لمختصين أو مجرد كتاب صحافيين غير مختصين. دعوات الحوار والسلم مطلب العقلاء في كل أمة، ولجم الأفواه المتطرفة مطلب رئيس لدى كل عاقل، وهو ما كان ينقص البيان الختامي. وما أظنه نقصاً كبيراً في البيان والتوصيات ما افتتح به المؤتمر من إقرار بأن نصف أزمة الأمة الإسلامية نابعٌ من داخلها، وأعني ما جاء في كلمة راعي المؤتمر والداعي إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين خاطب المؤتمرين قائلاً: ما أعظم قدر هذه الأمة، وما أصعب تحدياتها في زمن تداعى الأعداء من أهل الغلو والتطرف من أبنائها وغيرهم إلى عدل منهجها. تداعوا بعدوانية سافرة، استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية. ولهذا جاءت دعوة أخيكم لمواجهة تحديات الانغلاق، والجهل، وضيق الأفق، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء. خطاب الملك لا يمكن أن يكون مباشراً وواضحاً أكثر من ذلك. الخطاب ذهب إلى الخلل الداخلي، ولم يكتف بالأسلوب الدارج عربياً؛ بتحويل الغرب إلى شماعة نعلق عليها أخطاءنا، ونجلس كجمهور متفرج ننتظر من الغرب إصلاح ما اقترفه أبناؤنا. لكن هذا الاعتراف والإقرار من قمة هرم الحضور في المؤتمر تم تجاوزه، إذ اكتفى البيان باعتبار كلمة خادم الحرمين الشريفين وثيقة مهمة من وثائق المؤتمر ومرتكزاً في انطلاقة الحوار؛ لما تضمنته من رؤى مهمة؛ لتحقيق السلم والتعايش الإيجابي. عناوين البيان الختامي وتوصياته كانت كبيرة جداً، وتضع منهجاً لعمل يتطلب عقوداً حتى نضمن إنجاز بعض منها، ودائماً ما يقال إن الانشغال بالعناوين الكبرى قد يكون مضيعة للجهد. ما أتمناه أن يتدارك المؤتمر في حواراته المقبلة ما فاته هذه المرة، فالحضور الذي بلغ نحو الخمسمئة مشارك، قد لا يتكرر بسهولة مرة أخرى، وكم كنت أتمنى أن قبل الدعوة أكبر رجل دين شيعي، ليمثل الوجه الآخر من أزمتنا المذهبية المتصاعدة بين السنة والشيعة، وأعني الشيخ علي السيستاني، الذي غاب لظروفه الخاصة، ولم يصدر عن مكتبه ما يشرح أسباب الغياب، وليس في ذلك نقصان من أهمية رجال الدين الشيعة، الذين شاركوا من داخل السعودية وخارجها.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
664187النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14596الموضوعات
الاسلام والغربالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
حوار الأديان
المؤلف
فارس بن حزامتاريخ النشر
20080610الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الغرب
الرياض - السعودية