مجلس الأمير ..

Abstract

مجلس الأمير .. عبدالإله ساعاتي أرسى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه نهج الأبواب والمجالس المفتوحة منذ بدايات التأسيس الأولى لتكون قنوات للتواصل المباشر بين المسؤول والمواطن.. واستمر هذا النهج الجميل راسخا على امتداد الحكم السعودي حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي يؤكد في كل مناسبة على المسؤولين بضرورة فتح الأبواب أمام المواطنين.ولعل آخرها خلال تدشينه مشاريع جامعية عملاقة في التاسع من الشهر الجاري.. حيث وجه المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة بعدم إغلاق أبواب مكاتبهم أمام الشعب.وأستقرئ في هذا الصدد محاضرة كنت قد ألقيتها أثناء دراستي في الولايات المتحدة عن نظام الحكم في المملكة.. فكان أول سؤال طرح علي هو: كيف يتواصل المسؤولون مع عامة الناس.. فكانت الإجابة الشافية من خلال منهج (الأبواب والمجالس المفتوحة) الذي لا يقتصر على الملك فحسب بل يشمل كافة أمراء المناطق.والمجالس المفتوحة دليل عن أن المسؤولين ليسوا بمعزل عن المجتمع.. بل هم على تواصل دائم ومباشر بمختلف أطيافه.. يتفاعلون مع تطلعاته وآماله.. ويقفون على قضاياه ومشاكله واحتياجاته.وخلال سنوات سابقة قضيتها في مدينة الرياض.. كان مجلس الأمير سلمان بن عبدالعزيز منتدى ثقافيا وفكريا واجتماعيا وتنمويا مميزا.ولقد طور سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل منهج المجالس المفتوحة.. حيث لم يعد مجلسه في قصره العامر مجلسا عاما فحسب.. بل أصبح إضافة إلى المجلس العام.. مجالس متنوعة ومتخصصة.. فهناك مجلس للشباب.. وهو بادرة سباقة وملحة.. يلتقي فيه سموه بشباب المنطقة بشكل دوري.. وهناك مجلس للقضاة والدعاة وأئمة المساجد.. ومجلس يضم رجال التعليم وأساتذة الجامعات ورجال الإعلام.. ومجلس رجال الأعمال.. ومجلس شيوخ القبائل.. ومجلس مديري الإدارات الحكومية.ومجلس الأمير خالد الفيصل إجمالا يعد منبرا مفتوحا لتبادل الآراء والأفكار وتناول المشكلات والمعوقات.. وتبيان خلفيات القرارات واللوائح ودواعيها .. إلى جانب إلقاء الضوء على المشاريع التنموية وتعزيز المعرفة بها .. ودحض ما قد يثار من شائعات.والجميل في الأمر أن الأمير يكرر دوما في مجلسه وبتواضع الكبار بأنه يستفيد ويتعلم من الآراء والأفكار التي تطرح في المجلس.. ويدعو بإلحاح إلى طرح الأفكار والرؤى والمبادرات لبناء الإنسان وتنمية المكان في منطقة مكة المكرمة.. وتطرح في مجلسه المداخلات وتسير فيه المناقشات بشكل جميل وفي مناخ إيجابي مفتوح وبناء.لقاءات المجلس تجسد تفعيلا عمليا لمحور التواصل المهم في مفهوم الإدارة المحلية بأبعادها العلمية.. وهي في ذات الوقت تعكس واقعا مضيئنا يتميز به الحكم السعودي من خلال ترسيخ التفاعل البناء بين المواطن والمسؤول.