إنه وطن رائع يصنع نفسه

Abstract

إنه وطن رائع يصنع نفسه علي بوخمسين إن المعالجات الرسمية لشؤون طارئة ومسائل ملحة تعكس التطور في الوصول الى المزيج المدني والثقافي وهو بوابة الحضور في العالم المعاصر، وتبلوره تحت عناوين رسمتها القيادة العليا للبلاد في نداء خادم الحرمين الشريفين الشهير (لا يسعنا أن نبقى واقفين بينما يسير العالم) إن ما يمنح الأفكار والرؤى المعنى والجدارة هو تحولها الى اشياء ينعم الناس بمردوداتها وتضيف الى حياتهم عمقاً، بيد أن المرء لا يحتاج لأن يصمت طويلاً في عالمنا العربي لكي يصبح مخترقاً بالضجيج حول أفكار ورؤى تملأ كيانه بالخواء الذي لا يمنح المعنى حيزاً لأنه لا يملكه. في المملكة العربية السعودية يحدث التحول الجذري للقاعدة ويتبدد تواترها المفعم بالركودية والسكون، فيتحدد الفعل في إطار رؤية تخاطب قضايا المستقبل انطلاقاً من معرفة الحاضر وتتفاعل مع معطياته في حوار يتسم بالشجاعة والصدق، فيتجه الفعل بوضوح نحو اشادة النموذج المدني الممتزج بالإرث الثقافي والإنساني، موفراً للبلاد أرضية الانفكاك من التلكؤ الحضاري وحث الخطى للترقي بمستوى العيش والتعليم عبر بنية اقتصادية متكاملة ومستقرة، ونظام تربوي وتعليمي متطور، وتوضح التخطيطات المعلنة، ان التطلعات الرسمية قد استخلصت الدروس النافعة من تجاربها السابقة، وتخلت عن الارتجال والانفعال العاطفي في مواجهاتها لمسائل التنمية وبناء القاعدة الاقتصادية بالتوازن مع الاحتياجات الاجتماعية العاجلة والمتكاثرة. إن المعالجات الرسمية لشؤون طارئة ومسائل ملحة تعكس التطور في الوصول الى المزيج المدني والثقافي وهو بوابة الحضور في العالم المعاصر، وتبلوره تحت عناوين رسمتها القيادة العليا للبلاد في نداء خادم الحرمين الشريفين الشهير (لا يسعنا أن نبقى واقفين بينما يسير العالم)، حقاً لا يسعنا ان نفعل ذلك وإلا دفنتنا رمال الصحراء، هل من يجادل؟. يتزايد احساس مشترك، رسمي وشعبي، بأن علينا أن نلهب خطانا لنقهر المسافة الشاسعة ونطوي الزمن البعيد، ولكن مثل هذا الاحساس لا يحلق بالبلاد نحو أحلام هائمة، ثمة معرفة بأن النمو سيكون عملاً دؤوباً وكداً لا يهمد، فالحقول لا تنبت قمحاً وحدها، كما أن العوائق والصعوبات لا تحل نفسها بنفسها، وهناك ادراك بالمخاطر التي لا تقتصر على خصوصية المورد البترولي وملابسات الأسواق أو انتمائنا الى اقليم متفجر، ومنطقة تدور على أديمها أشكال الصراعات الدولية....