اعرف زميلك
التاريخ
2011-03-01التاريخ الهجرى
14320326المؤلف
الخلاصة
اعرف زميلكمحمد بن عبد الكريم بكر في خطوة تحسب للملحقية الثقافية للمملكة في واشنطن ما صدر عنها يوم الجمعة الماضي من تنبيه عاجل وزعته على الطلبة والطالبات المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة بعد ما تردد أخيراً في الصحف وأجهزة الإعلام الأمريكية عن أحد الطلاب السعوديين. إذ أرادت الملحقية أن تذكرهم بأن مهمتهم الأساس من الابتعاث هي التركيز على التحصيل العلمي والعمل على اكتساب الخبرات والتزود من المخزون الثقافي والمعرفي الإيجابي الذي يتمتع به بلد الابتعاث وإبراز الشخصية السعودية الحقيقية وما تعبر عنه بصورة إيجابية وبما يليق بسمعة بلادنا وأوطاننا. وأكدت الملحقية في تنبيهها للمبتعثين على توخي الحذر وعدم الخوض في أحاديث عابرة أو مناقشات جدلية أو الاستجابة لبعض أجهزة الإعلام التي تسعى للحصول على بعض الانطباعات الشخصية منهم، وكذلك تجنب الدخول في المناقشات الحادة والمشاحنات والتفسيرات والتحليلات غير المفيدة التي قد تعكس الآراء بصورة سلبية أو يساء فهمها نتيجة اختلاف الثقافة واللغة, ما قد يسبب الحرج أو يفضي إلى المحاسبة، واختتمت الملحقية التنبيه بتحذير مباشر لكل مبتعث: اعرف زميلك جيداً.. واحذر من الوقوع في زلات الغفلة واللسان والجهل بالناس. ذلك التنبيه أو التحذير كان لا بد منه لأن المملكة تعول آمالا كبيرة على برنامج الابتعاث الذي يشكل واحدة من أهم المبادرات التي أطلقتها في تاريخها الحديث ضمن الإصلاحات التعليمية والاقتصادية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. إذ يمثل ذلك البرنامج استثمارا طويل المدى لبناء كوادر وطنية قادرة على التعامل مع تحديات القرن الواحد والعشرين بكفاية وندية. وبذلك التوصيف يعد البرنامج محوراً أساساً في رؤية الملك التي تستشرف المستقبل من منظور تاريخي فحواه أن التقدم الاقتصادي للأمم لا يدوم إن لم تسنده قاعدة عريضة من أبنائها وبناتها المزودين بأدوات البحث والابتكار في نظام اجتماعي ينعم بالأمن والاستقرار. ثم هناك مكاسب أخرى كثيرة ستجنيها المملكة أيضاً من ذلك البرنامج، من بينها مد جسور التبادل الحضاري والثقافي مع مراكز المعرفة في العالم الجديد. وسبق أن أكد خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة على السلوكيات التي ينبغي أن يتحلى بها الطلبة والطالبات المبتعثون للدراسة في الخارج. ففي لقاء جرى مع عدد منهم في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2008 في العاصمة الأمريكية واشنطن، قال خادم الحرمين الشريفين: ''أنتم تمثلون وطنكم وأرجوكم الهدوء والسكينة والصبر على ما تجدونه من أي إنسان، والكلمة الطيبة تأخذ الحق البين، فاصبروا من أجل دينكم ووطنكم فأنتم تمثلون الكل''. ثم عاد الملك وأكد مرة ثانية في لقاء آخر مع مجموعة من المبتعثين في تموز (يوليو) من العام الماضي في العاصمة الأمريكية أيضاً، إذ قال: ''بلدكم ـــ ولله الحمد ـــ أبشركم أنه بخير، وأبشركم أنه يأمل فيكم كل الخير، بلدكم الآن مستقبله ـــ إن شاء الله ـــ زاهر، وهو في عازة لكل طالب منكم''. وتابع الملك: ''أرجوكم أن تحافظوا على هذه السمعة الطيبة التي كسبتموها في كل دول العالم، أرجوكم أن تحافظوا عليها، لأنكم كما قال الأخ سفراء لوطنكم .. ولله الحمد وطنكم يمشي بخطى ثابتة لمستقبل زاهر ـــ إن شاء الله''.. '' أنتم ـــ إن شاء الله ـــ مستقبلكم زاهر، وأمامكم آمال أمتكم وشعبكم، وإن شاء الله, ما أشوف منكم إلا كل خير''. تلك النصائح الحانية من خادم الحرمين الشريفين نتطلع أن تجد آذاناً صاغية لدى كل مبتعث ومبتعثة سواء في الولايات المتحدة أو غيرها، وأن يضعوها نصب أعينهم في كل الأوقات كي لا يجدوا أنفسهم في مواقف هم في غنى عنها قد تسبب حرجاً لهم ولذويهم وقبل ذلك لوطنهم. وإذ نذكَر أولئك المبتعثين بأن وطنهم ومليكهم قد ائتمنوهم على رسالة عليهم أن يرعوها، ندعو أولياء أمورهم ألا يفرطوا في واجبهم في المتابعة والتوجيه.
الرابط
اعرف زميلكالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
674464النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6350المؤلف
محمد بن عبدالكريم بكرتاريخ النشر
20110301الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية