الرياض تكشف أسباب التشدد في شروط العفو على سجناء الحق العام .. (2/1) عفو رمضان يتراجع لصالح أمن المجتمع
التاريخ
2008-09-29التاريخ الهجرى
14290929المؤلف
الخلاصة
جُبلت النفوس النبيلة على حب العفو والتسامح، وكان ذلك مدعاة لتقريب القلوب المتباعدة وتآلفها، وهذا ما جعل وقع هذه الخصلة السامية كبيرا في النفوس حتى غدت إثر ذلك من سمات القيادة الناجحة، وقد عرف الملك عبد العزيز - يرحمه الله - بسعة الصدر وحب التسامح والعفو، حيث اتخذ سياسة اللين من غير ضعف والحزم من غير عنف شعارا طبقه قولا وعملا، وهذا الطريق قد انتهجه أبناؤه من بعده؛ حتى غدا الحلم وحب الصفح من سمات حكام دولتنا الرشيدة التي تتحين المواقف بين حين وآخر لتمنح فرص العفو لمن تجاوز من شعبها، وتجتهد في أن تعطيهم مساحة جيدة من مراجعة النفس والتوبة، ما لم يترتب على هذا العفو ضرر بالمصلحة العامة أو استمرأ للأخطاء. وتسامحها في هذه المواقف تسامح مدروس، وحلمها حلم عاقل يضع الهناء مواضع النقب، فهو مطلق عندما يكون الإطلاق مصيبا في موضعه، ومقيد مشروط، عندما يكون إطلاقه مخلا بمصلحة الجماعة أو الفرد، وهذا ملمح مهم؛ لأن ما بين الحلم والصفح وبين الضعف والفوضى خيط دقيق لا يدركه إلا حكيم محنك واثق من نفسه ومن سلامة قراراته، وهذا ما يحفظ للقيادات توازنها، وللشعوب حقوقها -الفردية والعامة- ومتى ما تعارضت هذه المصالح؛ فإن مصلحة الجماعة مغلبة على مصلحة الفرد، وهذا مطلب شرعي وأساس تقوم عليه مصلحة المجتمعات. @ الرياض تجري تحقيقاً موسعاً من جزءين عن التشديد في شروط العفو على السجناء هذا العام، وتداعيات ذلك على السجناء وأسرهم، ومواقف إدارة السجون من هذا التشديد، إلى جانب وجهات نظر هيئة حقوق الإنسان والمختصين في الجوانب القانونية والاجتماعية. العفو مطلب شرعي ولمعرفة قيمة العفو في شريعتنا، وبعض من ضوابطه، ومتى يحسن؟ ومتى لا يكون في موضعه؟ التقت الرياض بالشيخ الطرقي بن عقلا العنزي مدير المعهد العلمي في عرعر، وسألته عن مكانة العفو في ديننا الإسلامي، وعن ضوابطه فقال: منذ أن تضوع هذا الكون بنفحات ذلك المعنى الجميل -الذي أسر القلوب قبل الأسماع:- (اذهبوا فأنتم الطلقاء) والعفو في موضعه مطلب شرعي تتحلى به النفوس العظيمة التي انتصرت في ميدان الصراع بين محبة إيقاع الجزاء أو العفو، لاسيما وأنه جاء ما يعضد سند ذلك المعنى العظيم من النصوص والقواعد الشرعية الشيء الكثير فهو مقدم على الجزاء في أحايين كثيرة (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، والمعفو عنه لا يزال عضواً فعالاً في المجتمع....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
675004النوع
تحقيقرقم الاصدار - العدد
14707الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالطرقي بن عقلا العنزي
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
علي الحارثي
المؤلف
صغير العنزيتاريخ النشر
20080929الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية