دروس أبوية لملك الإنسانية !

Abstract

بتواضع العظماء، وبرؤية الحكماء، وبحب الآباء جلوس خادم الحرمين الشريفين وسط أبنائه الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الأمريكية واشنطن.. تحدث فأنصت الجميع.. داعبهم فساد المكان الضحك والابتسام.. خرج الكلام من القلب فوجد طريقه إلى الأفئدة والصدور. وبدأ الجميع يفكر ويتفكر في الدلالات والمدلولات، النصائح والتوجيهات، فكانت النتيجة أن ما كشفه كان رؤية سديدة لقيادة فريدة، قائد لكل العصور يعمل من أجل الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد. من أجل الحاضر والمستقبل، إنه يقدم نموذجا مختلفا من القيادة، وكيف لا! وهو الذي بشر أبناءه الطلاب خلال لقائه بهم أنه أمر بوقف التنقيب عن البترول لحفظه من أجل الأجيال القادمة، ولكن كيف أبلغهم.. دققوا جيدا في الحديث قال موجها حديثه للمبتعثين: ‘’سأقول لكم كلمة قلتها ستضحككم جميعاً، كنا في مجلس الوزراء وقلت لهم: أدعوا للذي أنا سأقوله . قالوا: وما هو؟. قلت: قولوا الله يطول عمره. قالوا: الله يطول عمره. من هو هذا؟. قلت: قولوا الله يطول عمره ... قالوا: الله يطول عمره. من هو؟. قلت البترول’’. وأضاف: ‘’ابتدأوا ينقبون عما في الأرض وأوقفتهم عن التنقيب كله، قلت ما دام البترول ولله الحمد فيه، وهذا الذي أقول إنه الله يطول عمره، خلوا خزائن الأرض فيها لأبنائنا وأبناء أبنائنا إن شاء الله، وبلادكم ولله الحمد غنية بهذه كلها’’... أبلغ الرسالة بعد أن جذب الجميع للإنصات للطرفة فاستمعوا ثم ضحكوا ثم فهموا ووعوا وأدركوا قيمة الأمانة التي وضعها مليكهم في أعناقهم عبر قوله: “بلدكم الآن مستقبله ـ إن شاء الله ـ زاهر، وهو في حاجة لكل طالب منكم’’... قدروا لفتة خادم الحرمين الشريفين الكريمة بإلحاق الطلاب الذين يدرسون على حسابهم الخاص بالبعثات الرسمية. ثمنوا أن يقوم خادم الحرمين الشريفين بنفسه بتدشين أول سيارة سعودية تحمل اسم (غزال 1) والذي قام بتنفيذها طلاب من جامعة الملك سعود بالرياض وتحت إشراف أساتذة من نفس الجامعة.. إنها رسالة لكم يا شباب اليوم بأن تجدوا وتجتهدوا لأجل أنفسكم ولأجل وطنكم وأمتكم.. والمليك لم ولن يألوا جهدا في سبيل الارتقاء بكم وتوفير كل ما من شأنه راحتكم فكونوا عند حسن الظن وتسلحوا بالعلم والمعرفة. حديث خادم الحرمين الشريفين ليس رسالة لأبنائنا الطلاب في الداخل والخارج فقط بل هو رسالة للمسئولين في بلادنا كل في موقعه بألا ينظروا تحت أقدامهم فقط بل على الجميع أن يعمل من أجل الحاضر والمستقبل.. هي رسالة أيضا للمسئولين وللقطاع الخاص على حد سواء بضرورة تنويع مصادر الدخل والتوجه نحو الصناعات المضافة، وعلى الجميع السعي لتطبيق وإنجاح الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتي أقرها خادم الحرمين الشريفين قبل نحو عام وتم تطبيقها منذ بداية العام الجاري والتي تهدف لرفع مساهمة الصناعة من إجمالي الناتج القومي من 10 في المائة في وقتنا الراهن إلى 20 في المائة في سنة 2020م، فعلى الجميع أن يفهم ويدرك رسالة خادم الحرمين الشريفين التي تصدرت الإستراتيجية وهي أن ‘’الصناعة خيارنا في تنويع مصادر الدخل’’. وختاماً من وحي الدروس التربوية، والقيم السامية، والتوجيهات الإستراتيجية والتصريحات الأبوية لخادم الحرمين الشريفين أقول: «ادعوا للذي أنا سأقوله. ولا تسألوني: ما هو؟. أقول: قولوا الله يطول عمره. وكأني أسمعكم ترددون: الله يطول عمره. ولكن هناك من يسألني من هو ؟. أقول: قولوا الله يطول عمره ... وإن كنتم تسألوني من هو؟ أقول : هو خادم الحرمين الشريفين الذي احتفظ للأجيال القادمة بنصيبها فيما تحويه خزائن الأرض واهتم بالنهوض بالعلم والتعليم وأنشأ جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست”، كمنارة علمية إسلامية تشع النور من السعودية للعالم.. الله يطول عمره. dr.adelalsaleh@yahoo.com