المتقاعدون إلى الرعاية محتاجون

Abstract

المكرم رئيس التحرير: تحية طيبة ومزيد من التقدير والاحترام لقد تصفحت صحيفتكم الغراء يوم الاثنين الموافق 22- 4-1429 هـ واطلعت على موضوع (الاهتمام بشؤون المتقاعدين) قال فيه الكاتب الفاضل: (لقد قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظها الله - بجهود جبارة كمشروعات كبرى بصروح شامخة وذلك بكل أنحاء المملكة العامرة بما فيها الخدمات المتكاملة والخيرات التي لا تحصى والحمد لله ثم الشكر للقيادة الحكيمة، وهناك دراسة لأوضاع المتقاعدين كعلاوة وتخفيض أمورهم لمراجعاتهم الصحية والفندقية والتنقلات كالطيران والنقل والقطار وما إلى ذلك، وليس غريباً على قيادتنا الحكيمة أن تتبنى هذه الفكرة الرائدة والإنسانية لهذه الشريحة من المواطنين التي خدمت سنين طويلة) وأشارك الأخ الرأي، وأضم مقالي هذا إلى مقال الأخ الكريم، ونناشد المسؤولين عامة ومسؤولي المؤسسة العامة للتقاعد خاصة، وكل من لهم علاقة وصلة بالمتقاعدين بتيسير القروض لهم، والنظر في الراتب، أو منحهم علاوة، والاهتمام بهم في الخدمات الصحية والتجارية وغيرها في المجالات الأخرى فالكثير من المتقاعدين - لا يعلم حالهم إلا الله ومنهم من عصفت بهم الظروف الصحية، ومنهم من زادت عليهم الديوان وتكالبت عليهم الظروف الاقتصادية، وتنوعت احتياجات الآباء والأبناء، وتوفير مطالب الأسر التي كثرت في هذا العصر فهي في كل يوم في ازدياد، فالمتقاعدون بحاجة ماسة اليوم إلى الرعاية والاهتمام فقد كانوا رمزاً للوفاء والعطاء في سنوات ماضية، وهم أهل للشكر والتقدير والثناء، وذلك لما قدموه للدين والوطن وأبناء الوطن من التضحية والإخلاص والعطاء، والمتقاعدون ثروات وكنوز مليئة بالخبرات والتجارب العلمية والعملية أو المهنية قد كسبوها في أعوام عديدة. فليس من المعقول أن تهجر هذه المعارف العديدة والكنوز والخبرات الثمينة، وتتقاعد مع أصحابها المتقاعدين، وتكون في طي الذكرى والنسيان، وبذلك لا ينتفع الوطن من هذا التراث التربوي والعلمي والعملي، ويحرم شباب الوطن من هذه التجارب والخبرات الغالية. فالوطن بحاجة لعقول هؤلاء المتقاعدين لأنهم خدموا الوطن، وأناروا عقول الشباب بالعلم والخبرات والعمل، فطريق هؤلاء المتقاعدون في هذه الحياة كان طويلاً جداً ما بين العمل والكفاح والإبداع والإخلاص وتخرج من بين أيديهم أجيال وأجيال تربت على القيم الحسنة والمثل الفاضلة والأخلاق وليس من المعقول أن تترك هذه الشموع المتوهجة وألا تستغل تلك الكنوز والخبرات، ويحرم الوطن من إبداعات المتقاعدين وخبراتهم لذلك ينبغي على المسؤولين في دولتنا الغالية الاهتمام بتلك الفئة الغالية من المتقاعدين اهتماماً عظيماً، والحرص كل الحرص على التواصل مع هؤلاء المتقاعدين، واستثمار خبراتهم، وتدوينها في كتب كي تحفظ تلك العلوم والتجارب، وتفعيلها في هذه الحياة، وألا تكون في عالم النسيان، ونأمل كثيراً النظر في نظام التقاعد بما يرغب هذه العقول البشرية من حب العمل ومواصلة العمل في كافة الميادين التربوية والعلمية والعملية، حتى لا يكون همها التطلع إلى التقاعد المبكر، فتذهب هذه الجهود المباركة مبكرة. بندر صالح السلامة - أوثال