توسعة الملك عبدالله وحديث المآذن في طيبة الطيبة
التاريخ
2012-09-29التاريخ الهجرى
14331113المؤلف
الخلاصة
توسعة الملك عبدالله وحديث المآذن في طيبة الطيبةمن يزور المدينة للمرة الأولى ستدهشه هذه المدينة التي انطلقت منها جيوش الفاتحين الأوائل الذين صنعوا الحضارة الإسلامية، ستجعله هذه المدينة عاشقا لها، رغم إرادته.. تغازلنا مآذن المسجد النبوي من كل مكان، تظهر أمامنا فجأة ثم تختفي، تتحدث إلينا على استحياء، لكنها تقودنا إلى الحرم، إلى مسجد الرسول الأكرم عليه صلوات الله وسلامه. عندما نقترب من الحرم تطل علينا المآذن بين المباني الشاهقة، تحاورنا وتدعونا إلى القدوم إلى البقعة التي وطئتها قدم سيد البشر تؤكد لنا أن هذا المكان الخالد سيظل إلى الأبد محفوراً في القلوب ومرسوماً في العيون مهما تبدلت صورته الخارجية. حوار المآذن هذا اشبه بحديث دائم يملأ سماء المدينة يعطره ويصنع هدوءه المعروف. من يزور المدينة للمرة الأولى ستدهشه هذه المدينة التي أنطلقت منها جيوش الفاتحين الأوائل الذين صنعوا الحضارة الإسلامية، ستجعله هذه المدينة عاشقا لها، رغم إرادته، ستجذبه مواقع الذاكرة التي تعود للبدايات وتشكل المرجع الثقافي له وربما يتوقف عند ركن من الأركان ويتذكر حديث دار هنا أو هناك بين العظماء الذين صنعوا مجد هذه الأمة، ففي تلك البقع وبين تلك الاركان ظهرت حضارة الاسلام لتعم كل أرجاء الدنيا. فضاء المدينة مكتظ بالذكريات نسمع بعضها من حديث المآذن في الحرم الشريف ونتذكر الرجال الآوئل الذين صاحبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المسجد الصغير المبني بالطين والذي بنى رسولنا الكريم بيوت زوجاته على أحد جوانبه، ذلك المسجد البسيط الذي خصص جزءه الشمالي لأهل الصفة (عابري السبيل وملازمي المسجد) تلك الصور نشعر بها ونتخيلها، فالمدينة المنورة، تحث على الخيال وتدفع إلى التأمل، لكن تلك المشاهد البسيطة تغيرت، فمسجد الرسول اصبح الآن يحتل المدينة المنورة باسرها في عهدها الأول، أصبح علامة كونية يشاهدها العالم كل يوم خمس مرات، صارت مآذنه تخترق عنان السماء ويسمع صوت الآذان منها في كل ارجاء الدنيا، لم يعد ذلك الآذان الذي كان يصدح به بلال من فوق المسجد الطيني ليؤذن لبداية تحول جديد ستعيشة هذه الأمة بعد ذلك. تاريخ المدينة هو تاريخ الإسلام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هو شاهد هذا التاريخ، فكل تحول وكل حدث مهم لا بد له أن يتقاطع مع هذا الكيان المهم، انه مكان تجلى فيه الحوار الدائم بين المآذن وفضاء المدينة الذي مازالت....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
688291النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16168المؤلف
مشاري بن عبدالله النعيمتاريخ النشر
20120929الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية