إعادة هيكلة الإعلام السعودي

Abstract

لنا لقاءإعادة هيكلة الإعلام السعوديعقود من الزمن مرت على وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية وهي تسير على نمط واحد من حيث التنظيم والتنوع وتعدد القطاعات. وقد أدى هذا الركود المستمر إلى حالة بطء في مسيرة التنمية والتطور، وتكرار المنتج، وبالتالي ضعف الأداء وعجزه عن مسايرة الطفرة الحالية. خلال الأربعين سنة الماضية التحول الإداري والتنظيمي الكبير الذي حصل هو ضم الثقافة إلى وزارة الإعلام بعد أن كانت متناثرة في عدد من القطاعات وبذلك أصبحت تسمى ( وزارة الثقافة والإعلام ). كثيراً ما كانت الانتقادات توجّه والحلول تقترح للرفع من كفاءة الإعلام المرئي والمسموع والخبري (وكالة الأنباء السعودية) وكانت الإجابة والحجة دائماً حاضرة في ذهن المسؤول وهي قلة الاعتمادات ومحدودية الصلاحيات في ظل النظم والقوانين التي تخضع لها الوزارة، مثلها مثل بقية الوزارات. اليوم، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وبجهد ومتابعة مستمرة من معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة يدخل الإعلام السعودي مرحلة مهمة في تاريخه، وهي مرحلة ( إعادة الهيكلة ). مرحلة تعني إسدال الستار على الماضي بكل تنظيماته وآلياته، والبدء في العمل المؤسسي المنظم بعد الموافقات السامية على إنشاء هيئات للإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية، والإعلام المرئي والمسموع تتمتع باستقلالية تامة ويدير شؤونها مجالس إدارة بعضوية مختصين وممثلين لقطاعات هامة لها تأثير في صنع القرار وتوفير الإمكانات والرؤى لدعم الأداء. الإذاعة والتلفزيون، في عهدها المؤسسي الجديد ستدخل مرحلة منافسة حقيقية مع القنوات والمحطات القائمة بعد أن أصبح بمقدور المسؤولين في الهيئة العمل في فضاء رحب يمكن من خلاله توفير آخر التقنيات، واستقطاب الكفاءات، وتدريب الكوادر في مختلف التخصصات. الموظفون الحاليون سيلحظون حجم التغيير ويشعرون أنهم أحسن حالاً في ظل بدلات ومرونة في المكافآت تقوم على أساس ( العطاء بحجم الأداء ). من لا يستطيع مسايرة الركب لسبب أو آخر سيجد نفسه مضطراً للمغادرة غير مأسوف عليه. وكالة الأنباء السعودية (واس)، بعد انتقالها للمبنى الجديد وتحولها إلى هيئة ستدخل مراحل تطويرية هامة، ليس في مجال الصياغة والتحرير والتصوير والسبق الصحفي فقط، وإنما سيمتد التطوير ليشمل إضافات جديدة من بينها الخدمة الخبرية بالفديو، وافتتاح مكاتب جديدة، وتطوير....