الحرية المسؤولة وخطابنا الثقافي والإعلامي
الخلاصة
الحرية المسؤولة وخطابنا الثقافي والإعلاميكلمة الاقتصادية قطع الخطاب الإعلامي والثقافي في المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله - شوطا بعيدا في تحقيق ذاته كعنصر رئيس من عناصر البناء الحضاري؛ وذلك بفضل الرؤية الواعية لخادم الحرمين الشريفين لدور الإعلام في المسيرة التنموية كشريك حقيقي لا يمكن تحييده أو تغييبه. كانت التجربة السعودية التي قادها خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان الحرية المسؤولة تنطلق ضمن منظور قيمي واضح، وتستمد أدبياتها وأخلاقياتها من الإحساس بالمسؤولية، وتغليب الضمير الوطني على أي شيء آخر، لذلك جاءت متوازنة ومتسقة تماما مع هامش حرية التعبير، الذي منح الصحافة والإعلام بمجملهما الفرصة الكاملة لأداء دورهما في الكشف عن مواطن الخلل، والمساهمة في تصحيح المسار التنموي. وهذا ما كشف عنه حديث الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام في كلمته الافتتاحية للتقرير السنوي لنشاطات الوزارة للسنة الخامسة لعام 1430 / 1431هـ، حيث أشار إلى تلك النقلة النوعية للإعلام والثقافة، وقدرة الخطاب الإعلامي والثقافي على الانسجام مع هذه الرؤية التي حفظت له مصداقيته، ودفعته إلى مدى أبعد في ممارسة الحرية المسؤولة في الطرح والنقاش والتعبير عن الآراء دون الانزلاق في مغبة الانفلات أو محاولة الصيد في المياه العكرة، وصولا إلى التواصل مع العالم الخارجي بثقافاته وحضاراته المتعددة والمتنوعة، والعمل لإبراز هويتنا الثقافية والحضارية كسمة حقيقية للشخصية السعودية التي تتكئ على رصيد كبير من الغيرة الوطنية، وفي المقابل الاعتدال الذي يحترم الحقوق والواجبات. لقد رعى الملك عبد الله الثقافة والإعلام، وبقدر ما طالب المنضوون تحت لواءيهما بالتزام الحرية المسؤولة إلى أقصى مدى .. بقدر ما سعى إلى حمايتهما بإيكال مهمة النظر في قضايا الثقافة والرأي إلى وزارة الثقافة؛ حتى لا تندرج تلك القضايا في إطار قضايا الجنح أو الجرائم التي قد تلهي الإعلام عن القيام بدوره، أو تحد من قدراته على كشف أوجه القصور في العمل التنموي، أو قراءة الواقع الاجتماعي، وتقديم الصورة الحقيقية للوقائع، كما يفترض أنه دورها وميدانها، وهذا ما أسس، بالتالي، لحركة إعلامية وثقافية وطنية لا تزال تتمدد يوما بعد يوم في معارض الكتب والمهرجانات الثقافية من الجنادرية إلى سوق عكاظ وغيرها، لتغطي الفضاء الوطني كاملا بروح مسؤولة تعي دورها، وتدرك خطورة مهماتها.. مستفيدة من هذا الواقع الشفاف الذي تتضافر فيه كل الجهود بقيادة خادم الحرمين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، لترجمة رؤية المملكة المنفتحة على الجميع، والساعية دائما إلى بلورة كل المواقف فيما يخدم الساحة الداخلية، والتواصل المبني على الاحترام مع الآخر دون ضجيج ولا افتعال أو مزايدة. وأفضت هذه المنظومة من الأدبيات إلى تطوير آليات العمل الثقافي والإعلامي السعودي بشكل غير مسبوق، ولعل الرواية كفرع من فروع الخطاب الثقافي، التي أنجزت خلال خمسة أعوام ما لم تنجزه منذ توحيد الوطن على مستوى الكم، ورغم ما فيها من الهفوات التي غالبا ما تصاحب أي نشاط في مستهل بداياته في مرحلة البحث عن الذات، تعكس حجم الانفتاح الذي يشهده الوطن، ويؤسس له في إطار ما سماه الوزير الحرية المسؤولة .. التي نأمل دائما أن تظل الشعار والآلية والقاعدة التي يتحرك من خلالها خطابنا الإعلامي والثقافي في هذا العهد الزاهر الذي يبجل المسؤولية قولا وعملا.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
692096النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6146الموضوعات
الاعلام - السعوديةالثقافة
الجنادرية
الحرس الوطني
الصحافة السعودية
المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الرياض)
المهرجانات
حرية التعبير
تاريخ النشر
20100809الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية