موسيقى الحوار في فيينا
التاريخ
2012-12-24التاريخ الهجرى
14340211المؤلف
الخلاصة
موسيقى الحوار في فيينا م/ عبدالله بن يحيى المعلمي على طاولة العشاء في حفل افتتاح مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا جلس بجواري المسئول عن الحوار الخارجي في ما يكافئ وزارة الخارجية لدى الفاتيكان، وسألني عن الهدف الذي يدفع بالمملكة العربية السعودية إلى تبني مثل هذا المركز والإنفاق عليه بسخاء، فقلت له لعلي أذكر لك ثلاثة أهداف رئيسة، أولها إن كارثة الحادي عشر من سبتمبر التي أودت بحياة آلاف الناس في نيويورك ثم تسببت في مقتل مئات الآلاف في أفغانستان والعراق وغيرهما قد أظهرت بوضوح أن حالة التشنج والاستقطاب التي كان العالم ومازال يواجهها يمكن أن تؤدي إلى كوارث جسيمة لا يعلم مداها إلا الله، ولقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الوضع يستوجب من عقلاء العالم أن يبادروا إلى ترسيخ قيم الحوار ومفاهيمه، فبدأ الملك بإطلاق دعوة الحوار الوطني ثم تلاها الحوار بين أقطاب الأمة الإسلامية ثم الحوار بين أتباع الأديان الذي عقد في مدريد وتلته الجلسة الخاصة التي عقدت في الأمم المتحدة في نيويورك، ولذلك يأتي هذا المركز ليضمن مأسسة الحوار واستمراريته حتى لا يضيع أثر الجهد الذي بذله الملك ويتلاشى مع مرور الزمن.الهدف الثاني هو أن إقامة هذا المركز وعقد جلسات الحوار فيه بين مفكري العالم من مختلف الديانات والعقائد والأفكار وتبادل الآراء والتجارب بينهم في مناخ يسوده الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون ونقل هذه الفعاليات إلى المملكة عبر وسائل الإعلام وعبر المشاركة الشخصية لمواطنين سعوديين سوف يساعد حتماً على ترسيخ قيم الحوار في الداخل وتأصيل مفاهيم التسامح والقبول المتبادل، فإذا كنا نمارس الحوار ونحترمه مع من نختلف معه في الدين والثقافة أفلا يجدر بنا أن نتحلى بالخلق نفسه مع أبناء وطننا ممن نشترك معهم في الدين والمواطنة حتى لو اختلفنا وإياهم في جانب أو آخر؟الهدف الثالث هو أن بعض الجهات العالمية قد دأبت على تشويه صورة المملكة واتهامها بالتعصب الديني والمذهبي والزينوفوبيا (كره الأجانب) وبنشر التطرف ومقاومة الانفتاح، وهي تهم ظالمة لا تعكس بأمانة تاريخ بلادنا وشعبنا فنحن ندين بالإسلام الذي يعترف بالأديان السماوية ولا يعترف أتباعها به، ومذهبنا الحقيقي هو الأخذ بأطايب المذاهب كلها حتى ولو حاول المتطرفون بيننا إظهار غير ذلك، وبلادنا تستقبل منذ آلاف السنين قوافل التجار ومنذ مئات السنين وفود الحجيج ومنذ عشرات السنين ملايين العمال الضيوف وكلهم يعيشون بيننا ومعنا إخوة وضيوفاً معززين مكرمين ولذلك فالمركز سوف يساعد على رسم الصورة الحقيقية لشعب المملكة الطيب المتسامح.بقيت لي ملاحظة لا أظنها تغيب عن فطنة القائمين على المركز، وهي أنني لاحظت أن كثيراً من ضيوف المركز وخاصة من كانوا على منصة الاحتفال هم من رجال الدين وقد كنت أتمنى أن يتوافق المركز مع رسالته المرتبطة بحوار الثقافات وليس الأديان، ولعل المركز يتدارك ذلك في فعالياته وفي تشكيلة مجالس الأمناء المستقبلية، وعموماً فلقد كان افتتاح المركز سيمفونية رائعة من درر الموسيقى في فيينا.للتواصل: afcar2005@yahoo.comفاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain (function(d, s, id) { )
الرابط
موسيقى الحوار في فييناالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
699004النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
18142الموضوعات
الاسلام والغربالتعاون الثقافي
التعددية الدينية
الحوار
الحوار الوطني
المراكز الثقافية
حوار الأديان
المؤلف
عبدالله بن يحيى المعلميتاريخ النشر
20121224الدول - الاماكن
اسبانياافغانستان
السعودية
العراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
كابول - افغانستان