الملك عبدالله والتغيير
التاريخ
16-11-2010التاريخ الهجرى
14311210المؤلف
الخلاصة
الملك عبدالله والتغيير محمد بن سعد العجلان لعل ما يميز عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن غيره هو تلك الرغبة الجامحة في التغيير نحو الأفضل في شتى المجالات، وذلك ناتج من حرصه - حفظه الله - على الوطن والمواطن. لعل ما يميز عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن غيره هو تلك الرغبة الجامحة في التغيير نحو الأفضل في شتى المجالات، وذلك ناتج من حرصه - حفظه الله - على الوطن والمواطن. الإنسان بطبعه أو طبيعته مجبولٌ على التغيير، لأن داخل تلك الطبيعة الإنسانية ميل إلى ذلك هروباً من الملل والرتابة، أو المداومة على وضعية أو وتيرة واحدة، ولذلك كان التغيير متنفساً لهذا الإنسان ليجدد حيويته ونشاطه، وعندما تهب رياح المتغيرات الثقافية وسواها في وطننا الحبيب فإن المبشرات بمطر النماء والتطوير والإصلاح تلوح في أفق الأجواء التي علاها غبار الزمن دون حراك يذكر. التغيير الحقيقي لا يكمن في الأجهزة أو المباني - رغم أهميتها - ولكن التغيير المطلوب هو في الإنسان المنتمي لهذا الوطن، في عقليته، في طموحه ونظرته الشمولية للأمور، والتغيير كذلك لابد أن يطال تلك الأنظمة التي أكل عليها الدهر وشرب وعفا عليها الزمن فأصبحت عقبات تحد أو تؤخر حركة عربة التطوير والنمو. وحين نتحدث عن مفهوم التغيير وأهميته لابد أيضاً أن نعرج على تلك الرؤوس التي أينعت في مناصبها ولم تقطف رغم تقادم الزمن، إلى أن انتهى أمرها إلى التعفن. التغيير الحقيقي هو في ضخ الدماء الشابة والجديدة، الدماء المنتجة وخاصة من هم على رأس الهرم في وزارات الدولة، فنهج التطوير والإصلاح الذي انتهجه ودعا إليه خادم الحرمين الشريفين والذي بدأ بالحوار في رغبة صادقةٍ منه لإحداث توازن بين الفكر والواقع كان مبتعثاً لاستشراف مستقبل أكثر طموحاً ورقياً وازدهاراً للوطن والمواطن، ولأن الفكر هو الوقود الأساس للتغيير بغية الوصول للأهداف المنشودة فقد أوجد منتدى الحوار الوطني أساساً صلباً للمضي قدماً في الحوار المبني على الفهم واحترام الرأي، ولعل المواطن يتطلع إلى أن تهب رياح التغيير لتشمل كل جانب في وطننا الحبيب، وعلى وجه الخصوص بعض الوزراء أو المسؤولين المحنطين الذين لا يتقدمون أو يتأخرون متمسكين بمبدأ (مكانك راوح)، فهؤلاء لم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار، وهنا يحق للمواطن أن يتساءل: (أليس في هذا البلد غير هذا الولد)..!؟ ربما يعتقد البعض أن تغيير الأنظمة أو تطويرها بحد ذاته كفيل بإحداث النقلات الإصلاحية أو التطويرية، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن تغيير النظم رغم أهميته لابد أن يتزامن مع ما هو أهم منه وهو تغيير العقول أو الرؤوس التي تدير عملية التغيير. رياح التغيير تهب من كل ناحية وصوب في مختلف دول العالم فهل نحن نعيش في كوكب آخر لكي نصبح في منأى عن التغيير!؟ هناك في بعض الوزارات أو الدوائر الحكومية رتابة، قلة إحساس بالمسؤولية، أنظمة بيروقراطية معقدة، تضارب مهمات مع وزارات أخرى، وفوق كل ذلك رجال تقادم عليهم العهد فلم يعد بالإمكان أفضل مما كان، هؤلاء مجتمعون يقفون حجر عثرة أمام عجلة التطوير والإصلاح، ولا شك أن تغييرهم سيساهم في دفع العجلة للأمام. لست هنا أشير بأصابع الاتهام لأحد بعينه، ولكني أرى أن أي وزير أو مسؤول أمضى أربع سنوات ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء حري به أن يستقيل إذا لم يُقل، وأتطلع لذلك اليوم الذي يعلن فيه وزير واحد أو أكثر استقالته بحجة إحساسه بالمسؤولية، وعدم قدرته على إحداث النقلة التطويرية والإصلاحية التي تواكب رغبة وتوجهات القيادة الحكيمة، فوطننا ولله الحمد يعج بالرجال الأفذاذ القادرين على جعل تطلعات خادم الحرمين الشريفين والقيادة الحكيمة للمملكة واقعاً ملموساً يساهم بالنهوض بالوطن في كافة المجالات. إن الملاحظ والمتابع للخطوات المتسارعة نحو التغيير ليحق له أن يتساءل: لماذا لا تطال رياح التغيير أولئك المحنطين على مقاعد المعالي والمسؤولية؟!، كما أنه - أي المتابع - يبني آمالاً كبيرة على التوجهات الملكية الكريمة الراغبة في دحر الفساد والمضي بالوطن والمواطن إلى آفاق أرحب وأشمل لوطن مزدهر ومواطن متطلع للأفضل دائماً، وطن ومواطن آمنان يأتيهما رزقهما من كل مكان بإذن الله.
الرابط
الملك عبدالله والتغييرالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
700296النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13928الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةمكافحة الفقر
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
محمد بن سعد العجلانتاريخ النشر
20101116الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية