جامعة جديدة لها شأن اخر

Abstract

جامعة جديدة لها شأن آخر د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد ظهر يوم الأحد التاسع من شوال 1428هـ الموافق 21 أكتوبر 2007م حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من مدينة جدة بنحو سبعين كيلو متراً.. وبطبيعة الحال فإن هذا المشروع يأتي ضمن منظومة من الجامعات التي قرر الملك المفدى اعتماد إنشائها لتعزيز التعليم الجامعي ولتعدد مجالاته ولزيادة طاقته لاستيعاب الإقبال الكبير من الشباب السعودي. ولذلك فإن كل جامعة من الجامعات السعودية تسهم بجهودها في مجال الاختصاص وفق مكوناتها العلمية التي تبحر في شتى ميادين العلم والمعرفة.. إلا أن الجامعة الجديدة لها شأن آخر لأنها ولدت عملاقة ويتضح ذلك بجلاء من خلال استقراء ما تتضمنه أهدافها، والأقسام التي تحتويها الجامعة والدور المتوقع الذي ستلعبه في مسيرة الحياة التعليمية الجامعية في المملكة والمنطقة. وفي هذا السياق يقول معالي المهندس نظمي النصر، رئيس الجامعة المكلف أن فكرة إنشاء الجامعة بمعايير عالمية راودت الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أكثر من 25 عاماً وها هو اليوم يضع حجر الأساس.. لتكون نموذجاً يقتدى به في المملكة وفي جميع الدول العربية والإسلامية التي هي في حاجة ماسة إلى الدخول في عصر العولمة والتقنية.. كما أوضح أن الجامعة تمثل مجمعاً بحثياً على مستوى العالم وبخاصة أن البحوث التي تقوم بها ستكون بجودة وأهمية البحوث التي تقام في أفضل مراكز البحوث العالمية.. كما أنها أول جامعة بحوث علمية في المنطقة تركز على الأبحاث أولاً، وعلى التعليم ثانياً.. وكان منطلق الجامعة ابتداءً على أنها جامعة مشتركة في الأبحاث بين مختلف العلوم والتخصصات - إلا أن هذا التوجه أخذ مساراً جديداً أكثر إحاطة وذلك بتوسيع آفاقه - ويرتبط هذا التطوير بما كان قد أعلنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الثاني والعشرين من يوليو 2007م الموافق 26-6-1427هـ خلال رعايته حفل أهالي الطائف عن إنشاء جامعة للعلوم والتقنية بهدف إيجاد تزاوج بين البحث العلمي وحاجات التنمية الصناعية والاقتصادية في المملكة ولتعطي مفهوماً متطوراً لفتح الآفاق بحرية علمية وبحثية لجميع العلماء من مختلف دول العالم لكي يكوِّنوا خلايا الفكر والعمل الأكاديمي المتفوق والابتكار ولتصبح حاضنة للبحث العلمي، وحاضنة للمؤسسات البحثية والصناعية حتى تستفيد من أبحاث العلماء في تحويلها إلى منتج صناعي واقتصادي يضخ مزيداً من الازدهار لعجلة التنمية ولرفاه المواطن. كما أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - يهدف لأن تكون الجامعة من أفضل المراكز العالمية المتميزة للبحوث العلمية.. من خلال استقطاب العلماء الموهوبين في الكادر التعليمي من كل أنحاء العالم وما ينطوي عليه هذا التوجه الخير عبر البرامج الأكاديمية المتنوعة وانفتاحها العلمي على مختلف الثقافات في تحقيق المزيد من التعايش الحضاري البناء بين مختلف شعوب الأرض. وأخلص من هذا الاستذكار إلى أن هذا الصرح العلمي الجديد هو أحد أبرز ما يشيده ملك هذه البلاد من إنجازات عملاقة وبتتابع مدهش منقطع النظير بما يدل على أن خادم الحرمين الشريفين يعيش حقيقة لا هموم وطنه فحسب بل هموم أمته العربية والإسلامية متطلعاً إلى الأخذ بيدها نحو مدارج المزيد من التقدم والازدهار والمنعة وعلى أسس علمية وموضوعية لا مجال فيها للعشوائية. ولعل خير مؤشر على ذلك أن المرتكزات الأساسية لما تعتزمه الجامعة الجديدة منطلقها في سلم أولوياتها هو التحول من التعليم التنظيري إلى التعليم التطبيقي الذي يترجم الأقوال إلى أفعال لها صفة الحيوية للدخول إلى معترك الحياة والعمل على تطويرها جهة الأفضل باستمرار لمواكبة ما يشهده عالم اليوم في كل الجوانب المشرقة والخيرة التي تسمو الأوطان. والأهم كذلك في هذا الصدد اعتماد وقف دائم للانفاق على هذه الجامعة العملاقة والتي ولدت عملاقة.. كذلك عندما نستذكر أن بلادنا ولله الحمد تزخر بخيرات كثيرة في جوف الأرض إضافة إلى شباب مسلح بالعلم والمعرفة والتطلع إلى الإسهام في كل مجالات التنمية بروح وثابة.. يمكن أن نتصور ما سيكون عليه هذا الوطن العزيز في المستقبل القريب لأن البحث العلمي على هذا المستوى الرفيع والانفتاح على الآخر في الإطار الخير البناء وتوظيف الثروات توظيفاً سليماً بما حقق المردودات التي تتطلبها العمليات التنموية وتوافق المخرجات التعليمية مع الاحتياجات التنموية فذلك يعني أن المملكة العربية السعودية تقف بثبات وعلى أرض صلبة ومشرئبة الأعناق على درب مستقبل مفعم بالتفاؤل لتحقيق نقلة حضارية لها ما بعدها على كافة الصعد لمواكبة العالم الأكثر تقدماً وعلى يد هذا العاهل الكبير الذي يواصل الليل بالنهار من أجل هذا الوطن ورفعته ومن أجل الأمة ومنعت