السعودية وسياسة العلاقات المتوازنة مع دول العالم
الخلاصة
تأتي زيارة الرئيس بوتين للرياض ضمن مساعي الدبلوماسية السعودية في تطوير علاقات قوية مع جميع دول العالم، علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وروسيا الاتحادية كدولة صناعية تمتلك الخبرات والتقنية المتقدمة في عدة مجالات تمثل أحد الخيارات المتاحة للسعودية في تنويع مصادر استيراد التقنية, خاصة فيما يتعلق بالطاقة النووية وعلوم الفضاء والطيران والخبرة العسكرية. وفي ظل العولمة والانفتاح الاقتصادي الذي يشهده العالم وتداخل المصالح فيما بينها والأوضاع الأمنية والسياسية الحرجة التي تمر بها المنطقة كان لابد من التواصل مع دول العالم, خاصة الفاعلة منها على الساحة الدولية وتمثل ثقلا سياسيا كروسيا الاتحادية. وروسيا الاتحادية كعضو دائم في مجلس الأمن ربما تسهم في تعديل الموازين والأوضاع غير العادلة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. إن إيجاد علاقات متوازنة مع دول الشرق والغرب يعطي رسالة واضحة للجميع أن السياسة السعودية ليست أسيرة جانب على حساب آخر، وأن المصلحة العليا للأمة فوق أي اعتبار. إنه إعلان واضح وصريح أن السعودية دولة سلام ومحبة تسعى إلى تعميق علاقاتها مع الكل, انطلاقا من التقدير المتبادل واحترام خصوصية واستقلالية القرارات الوطنية. ولا شك أن السعودية التي تمتلك أكبر احتياطي للنفط وتتمتع باستقرار سياسي واقتصادي وتحظى باحترام جميع دول العالم, خاصة العالم الإسلامي وتحتل موقعا استراتيجيا على الخريطة العالمية يسعى كثير من دول العالم للارتباط معها بعلاقات متينة تحقق مصالح مشتركة على الصعيد السياسي والاقتصادي. من هنا كانت أهمية زيارة الرئيس بوتين للرياض في إطار التنسيق والتعاون المشترك فيما يعود بالنفع على شعبي البلدين. إن سياسة التكامل الاقتصادي والسياسي بين بلدين مثل السعودية وروسيا وما يمتلكان من المقومات والإمكانات المادية والبشرية والتقنية تؤذن بمساحة كبيرة من الفرص التطويرية وتفتح آفاقا واسعة نحو الاستفادة من الميزات التفضيلية لكل منهما. إن الزيارات التي قام بها زعيم الأمة الملك عبد الله بن عبد العزيز للهند والصين وزيارته لروسيا في 2003، يوم أن كان وليا للعهد، ومن ثم تعزيزها بزيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز الأخيرة لروسيا الاتحادية قبل عدة أشهر, مهدت الطريق ليس لروسيا وحسب ولكن لكثير من دول العالم في التعاون وتشجيع الاستثمار في السعودية. لم يعد خافيا أن السعودية تبحث عن علاقات متوازنة مع جميع دول العالم من أجل المصالح المشتركة وتوطيد دعائم السلام العالمي. فالسعودية كانت وما زالت وستظل, بإذن الله, دولة قوية بالحق تتمتع بحكمة ووعي سياسي واتزان في التعامل مع القضايا العالمية. لذا من المتوقع أن تفضي المباحثات السعودية ـ الروسية إلى مشاريع مشتركة تعزز من أداء اقتصاد البلدين وتحقق أهداف البلدين الاستراتيجية
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
706141النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4872الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالطاقة النووية
الهيئات
مجلس الامن الدوليتاريخ النشر
20070212الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الغرب
روسيا
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
موسكو - روسيا