السعوديون والحج الأكبر..المسئولية الثقافية

Abstract

الثلاثاء, 11 نوفمبر 2008مهنا الحبيلتعيش المملكة في كل عام أجواء هذه المناسبة الإيمانية يفد الحجاج من بقاع الدنيا إلى ربهم ملبين دعوة إبراهيم عليه السلام في صورة من أعظم مظاهر التوحيد والوحدة لهذه الأمة المصطفاة، وحين تتشرف المملكة قيادةً وشعباً باستضافة هذا الحشد الهائل من أهل هذا الكوكب تهدف إلى تحقيق أقصى درجات النجاح في هذا الموسم المُقدّس ليكون الهدف عظيماً في مقصده احتساباً عند الله قبل ثناء أي بشر هذا هو الأصل في القيام بواجب خدمة مناسك البيت العتيق ومواسمه العظمى. وعلى رغم ما تبذله أجهزة الدولة وتنفقه حكومة خادم الحرمين الشريفين لراحة ضيوف الرحمن ونجاح موسمهم إلا أنه تبقى أمور أخرى ليست بالضرورة مادية فقط مع التأكيد على الحاجة الماسة للتطوير المادي وخاصة في الطرق ووسائل النقل بين المناسك وحركة التصعيد ومرافق النظافة والسكن، ولكن ما نتناوله في هذا المقال هو جوانب الخطاب الثقافي الشرعي والفكري الإسلامي يحتاج المسؤولون عنه إلى مراجعتها وهي من أهم أسباب التوفيق بإذن اللــه. إن هذا العدد الكبير من الحجاج على اختلاف بلدانهم وانتماءاتهم ومستوياتهم يُعدُّ في حد ذاته فرصة للتوعية والإرشاد وأيضاً محط أنظار هؤلاء الإخوة من أبناء الأمة لكي يجدوا في المملكة محضناً حقيقياً وأخوة صادقة وأهلية عالية تبرز فيها المملكة العربية السعودية كقدوة لأبناء هذه الأمــــة، وبناء على ما تقدم نحتاج إلى مراجعة أسلوب الخطاب الموجه إلى حجاج بيت الله الحرام وهذا ينقسم إلى قسمين: ثلاث نقاط في خطاب التوعية القسم الأول: هو توعية الحجاج وتعريفهم بمناسكهم، إضافة إلى تدعيم ثقافتهم الإسلامية وتأصيل معارفهم الشرعية، وهو ما يحتاج إلى تصحيح بعض الأخطاء والتجاوزات التي قد يحملها بعض الحجيج وهذا يعتمد بشكل كبير على أسلوب هذا الخطاب، فمع الأسف نجد بعض المطبوعات التي توزع في موسم الحج وغيره تحمل صفة الهجوم المباشر أو الضمني على معتقدات كثير من بلدان المسلمين وتسفيه مراجعهم العلمية أو الحط منها بل لو أنك طبقت عملياً نظرية الفرز التي يتبناها البعض للمسلمين وأهل السنة والجماعة منهم على وجه الخصوص لخلصت بأن من يصدق عليه هذه الصفة لا يتجاوز الـ5% من الحجيج بحسب هذا التقييم بناء على ما يراه من خلل في الرؤية العقدية لديهم، ورغم الملايين التي تُنفق على هذه المطويات والحشد من الوعاظ والمشايخ الفضلاء في موسم الحج....