أخي الإنسان
Date
2008-04-01xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290324Author
Abstract
من المؤكد أن الدعوة إلى الحوار والالتقاء بين البشر كلهم، على قاعدة الإخاء الإنساني، أمر يزعج المتطرفين في كل المعسكرات. ماذا يبقى من التطرف إذا قضيت على مناخه ؟ كيف يروج الخطاب الوثوقي التبشيري إذا ما جففت منابعه؟ لن تجد دعوات الحرب الحضارية، ولا هجائيات الثقافات لبعضها، موقعا ولا تأثيرا، لأن الثقافات ستلتقي وجها لوجه مع بعضها، بدون الحديث المشوه بالنيابة عنها. في هذا المناخ العالمي المتوتر، خصوصا بعد 11 سبتمبر، لا مكان للأصوات الهادئة، المسرح كله صار مهيأ للأصوات المتشنجة، وقصائد الهجاء المتبادلة. هناك تهيج وتوتر لدى المسلمين عند أي حادثة أو كلام يتعلق بهم، يعود هذا التهيج والحساسية في سياق «جرح الكرامة» الحضاري، فالأمم تصاب بجرح الكرامة كما الأفراد، وحينها لا يعود بمقدورنا التحكم بردود الأفعال، لأن كل كلام أو فعل مدان مسبقا، وسيتم استقباله من قبل المجروح بتهيج وسوء ظن. يصبح الأمر أسوأ، والقصة أعقد، إذا ما قرر الطرف الآخر أن يجرح الآخر بالفعل، وليس كما يتوهم الآخر.. هنا تخرج الأمور عن السيطرة وينزلق الجميع نحو هاوية الصدام الكبير، وبطبيعة الحال فإن جو الصدام الحضاري، والقطيعة بين الأمم والثقافات، هو جو لا يفيد إلا دعاة الحرب، بكل اشكالها، وأهل الخطاب المغلق الواثق، الرافض سلفا لإمكانية ـ أو حتى صحة ـ الحوار والتآخي الإنساني . هذا هو الحال الآن بين المسلمين والغرب.. وربما بقية العالم، هناك جو من الشحن والقطيعة يغذيه متطرفون من المسلمين، ومن الغرب، كما فعل النائب الهولندي خيرت فيلدرز، من خلال فيلم «الفتنة» القصير. وقبل ذلك أزمة الرسوم الكارتونية، وسجل عندك: آيات سلمان رشدي الشيطانية، وتسليمة نسرين.. وغيرهم. وهنا يجب ان نكون حذرين في التوصيف، في الغرب هناك قيم حاكمة لحرية التعبير تختلف تماما عن القيم السائدة في الشرق الأوسط، حيث تأتي قيمة الحرية الفردية في درجة عالية قياسا بقيمة الحفاظ على المجموع، هنا في الشرق الاوسط والعالم العربي والإسلامي، بشكل عام، لا قيمة للفردانية أمام الجماعية، فهذا محدد معياري فارق بين الثقافتين. الأمر الآخر يجب أن لا نغفل ان تركيز الاعلام العربي والاسلامي على هذه الامثلة هو الذي اوصلها لرجل الشارع الفقير في كابل، او لطوابير الخبز في القاهرة، فصار بعضهم يهتف «من غلبه» ضد النائب الهولندي، الذي لا يعرف ربما ماذا يعمل، ومن هو وماذا قال في....
Link
أخي الإنسانPublisher
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةVideo Number
719031Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
10717Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخيرت فيلدرز
سعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلمان رشدي